نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «نماذج من الهداية الرضوية» يوم الجمعة 22 ذي القعدة 1445 هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.
بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.
ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي.
اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.
عبادَ اللهِ أوصيكم – ونفسي – بتقوى اللهِ، وإن من التقوى أن نختارَ المنهجَ الصائبَ في مفاصلِ الحياةِ كلِّها، فإن اللهَ تعالى يقول:
﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [البقرة: 189].
ومن هذه المفاصلِ التي يجدر بكلِّ واحدٍ منا أن لا نعدوَ الصوابَ فيها، هي أفعالُنا وأقوالُنا.
وبمناسبةِ ذكرى مولدِ الإمامِ الثامنِ من أئمةِ أهل البيت (عليه السلام)، أعني الإمامَ عليَّ بنَ موسى الرضا (عليه السلام)، التي مرت علينا قبل أيامٍ، ارتأيتُ أن نقفَ على بعضِ المرتكزاتِ في المنهجِ الصائبِ من خلالِ مقولاتِ هذا الإمامِ الهمامِ ورواياتِهِ.
فأول هذه المرتكزاتِ هو: الوقوفُ على محدِّداتِ الإيمانِ
فقد روى الشيخُ الطوسيُّ، بسندِهِ، عن الإمامِ الرضا (عليه السلام)، قال: حدثني أبي موسى الكاظمُ، قال: حدثني أبي جعفرُ الصادقُ، قال: حدثني أبي محمدُ بنُ عليِّ الباقرُ، قال: حدثني أبي عليُّ بنُ الحسينِّ، قال: حدثني أبي الحسينُ السبطُ، قال: حدثني أبي أميرُ المؤمنين عليُّ بنُ أبي طالبٍ (صلوات الله عليهم)، قال: قال النبيُّ (صلى الله عليه وآله): الإيمانُ عقدٌ بالقلبِ، ونطقٌ باللسانِ، وعملٌ بالأركانِ“.
وبمقتضى هذا الحديثِ النبويِّ الشريفِ فإن الإيمانَ الحقيقيَّ والصادقَ ليس مجردَ قناعاتٍ فكريةً حتى لو كانت راسخةً، فإن هذا ركنٌ واحدٌ يشكل القاعدةَ لركنين آخَرَين هما:
أولاً: الأقوالُ التي يجب على المؤمنِ أن ينطقَ بها بلسانِهِ؛ كالشهادةِ للهِ تعالى بالربوبيةِ والألوهيةِ والوحدانيةِ، ولمحمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالرسالةِ.
وبالطبعِ، فإنه يجب تجنبُ الأقوالِ المضادةِ والمنافيةِ للإيمانِ. قال تعالى ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٧٣) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ ..﴾ [التوبة: 73-74].
فهناك – إذن – كلماتُ تعبر عن الإيمانِ، وأخرى تعبر عن الكفرِ والنفاقِ.
وعليه، فإن على المؤمنِ أن يكونَ دقيقاً في اختيارِ كلماتِهِ.
ثالثاً: الأفعالُ الواجبُ على المؤمنِ أن يلتزمَها، وهي كلُّ ما أوجب اللهُ فعلَهُ؛ كالصلاةِ التي افترضها اللهُ على جميعِ المكلفين، ولم يأذن في أن تُترك بحالٍ، وكالصومِ في شهرِ رمضان على من يقدر عليه، والحجِّ مرةً واحدةً في العمرِ على مستطيعِهِ.
وبالطبعِ، فإن ثمة أفعالاً ينبغي للمؤمنِ أن يحرصَ على أدائِها، وهي المندوباتُ والمستحباتُ؛ فإنها تعبر عن عمقِ إيمانِهِ ومداه.
وبهذا المرتكزِ – بأركانِهِ الثلاثةِ – يتبدد وهمٌ قاتلٌ قد يعشعش في ذهنِ بعضِ الناسِ من أن الإيمانَ في القلبِ، وأنه لا ينبغي أن يُحكمَ على أحدٍ بخلافِ الإيمانِ إذا أعلن بلسانِهِ أنه من المؤمنين، ولو لم يترجم إيمانَهُ المعلنَ بأفعالِهِ وأقوالِهِ.
ولم يكتفِ الإمامُ الرضا (عليه السلام) بروايةِ هذا الحديثِ عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنما كان يؤكده من خلالِ أجوبتِهِ على ما يُتقدم به من الأسئلةِ، فقد أخرج الشيخُ الصدوقُ بسندِهِ، عن أبي الصلتِ الهرويِّ، قال “سألتُ الرضا (عليه السلام) عن الإيمانِ. فقال: الإيمانُ عقدٌ بالقلبِ، ولفظٌ باللسانِ، وعملٌ بالجوارحِ، لا يكون الإيمانُ إلا هكذا“.
وأما ثاني المرتكزاتِ، فهو: تآزرُ العقلِ والنقلِ في معرفةِ اللهِ
فلا غنى لأيٍّ منهما في تحصيلِ معرفةِ اللهِ، فكلٌّ منهما أصيلٌ في البابِ.
ومثالاً على ذلك ما رواه الشيخُ الصدوقُ، بسندِهِ، عن عبدِ اللهِ بنِ قيسٍ، عن أبي الحسنِ الرضا (عليه السلام)، قال “سمعتُهُ يقول { .. بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوْطَتَانِ}، فقلت: له يدان هكذا؟! وأشرتُ بيديَّ إلى يدِهِ. فقال: لا! لو كان هكذا لكان مخلوقاً“.
فقد آزر الإمامُ (عليه السلام) بين النقلِ الذي يثبت اليدين والعقلِ الذي ينفي التركيبَ في الذاتِ الإلهيةِ؛ لأنه لا ينفك عن الحاجةِ والمخلوقيةِ التي هي ضدٌّ للخالقيةِ.
ومثالاً آخرَ على ذلك، ما رواه الشيخُ الصدوقُ، بسندِهِ، عن الحسينِ بنِ خالدٍ، قال “سمعتُ الرضا عليَّ بنَ موسى (عليه السلام) يقول: لم يزل اللهُ تبارك وتعالى عالماً قادراً حيّاً قديماً سميعاً بصيراً.
فقلت له: يا ابنَ رسولِ اللهِ! إن قوماً يقولون إنه عزَّ وجلَّ لم يزل عالماً بعلمٍ، قادراً بقدرةٍ، وحيّاً بحياةٍ، وقديماً بقِدمٍ، وسميعاً بسمعٍ، وبصيراً ببصرٍ.
فقال (عليه السلام): مَن قال بذلك، ودان به، فقد اتخذ مع اللهِ آلهةً أخرى، وليس من ولايتِنا على شيءٍ. ثم قال (عليه السلام): لم يزل اللهُ عزَّ وجلَّ عالماً قادراً حيّاً قديماً سميعاً بصيراً لذاتِهِ، تعالى عما يقول المشركون والمشبِّهون علوّاً كبيراً“.
فالنقلُ يثبت الصفاتِ المذكورةَ في الحديثِ للهِ تعالى، والعقلُ ينفي الاثنينةَ الصفةِ والموصوفِ لأنها تثبت الشريكَ للهِ تعالى وتنفي التوحيدَ بمعناه الدقيقِ.
ومثالاً ثالثاً، بين فيه الإمامُ (عليه السلام) لزومَ نفي النقلِ أو تأويلَهُ إذا نافاه العقلُ، وذلك في ما رواه الكلينيُّ، بسندِهِ، عن صفوانَ بنِ يحيى، قال “سألني أبو قرةَ المحدثُ أن أُدخلَهُ على أبي الحسنِ الرضا (عليه السلام)، فاستأذنتُهُ في ذلك، فأذن لي، فدخل عليه، فسأله عن الحلالِ والحرامِ والأحكامِ، حتى بلغ سؤالُهُ إلى التوحيدِ.
فقال أبو قرةَ: إنا روِّينا أن اللهَ قسَم الرؤيةَ والكلامَ بين نبيين، فقسَم الكلامَ لموسى، ولمحمدٍ الرؤيةَ!
فقال أبو الحسنِ (عليه السلام): فمَن المبلِّغُ عن اللهِ إلى الثقلين من الجنِّ والإنسِ {.. لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ..} [الأنعام: 103]، {.. وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ..} [طه: 110]، {.. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ..} [الشورى: 11]، أليس محمدٌ؟!
قال: بلى!
قال: كيف يجيءُ رجلٌ إلى الخلقِ جميعاً، فيخبرَهم أنه جاء من عندِ اللهِ، وأنه يدعوهم إلى اللهِ بأمرِ اللهِ فيقول لا تدركه الأبصارُ، ولا يحيطون به علماً، وليس كمثله شيءٌ، ثم يقول: أنا رأيتُهُ بعيني، وأحطتُ به علماً، وهو على صورةِ البشرِ؟!
أما تستحون؟!
ما قدَرت الزنادقةُ أن ترميَهُ بهذا أن يكونَ يأتي من عندِ اللهِ بشيءٍ، ثم يأتي بخلافِهِ من وجهٍ آخرَ!
قال أبو قرةَ: فإنه يقولُ {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13]؟!
فقال أبو الحسنِ (عليه السلام): إن بعد [قبل] هذه الآيةِ ما يدل على ما رأى، حيث قال {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] يقول ما كذب فؤادُ محمدٍ ما رأت عيناه. ثم أخبر بما رأى، فقال {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18]، فآياتُ اللهِ غيرُ اللهِ.
وقد قال اللهُ {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: 110]، فإذا رأته الأبصارُ فقد أحاطت به العلمَ، ووقعت المعرفةُ!
فقال أبو قرةَ: فتكذِّبُ بالرواياتِ؟!
فقال أبو الحسنِ (عليه السلام): إذا كانت الرواياتُ مخالِفةً للقرآنِ كذَّبتها، وما أجمع المسلمون عليه أنه لا يُحاط به علماً، ولا تدركه الأبصارُ وليس كمثلِهِ شيءٌ“.
وأما ثالثُ المرتكزاتِ، فهو: الدقةُ في التعبيرِ
ومثالاً على ذلك، ما رواه الشيخُ الكلينيُّ، بسنده، عن محمدِ بنِ الفضلِ، عن الرضا (عليه السلام)، أنه قال لبعضِ مواليه يومَ الفطرِ وهو يدعو له – “يا فلانُ تقبل اللهُ منك ومنا. ثم أقام حتى كان يومُ الأضحى فقال له: يا فلانُ! تقبل اللهُ منا ومنك. قال فقلت له يا ابنَ رسولِ اللهِ قلتَ في الفطرِ شيئاً وتقول في الأضحى غيرَهُ؟! قال: فقال: نعم! إني قلتُ له في الفطرِ – تقبل اللهُ منك ومنا لأنه فعل مثلَ فعلي وتأسيتُ [واستويتُ، فقيه] أنا وهو في الفعلِ، وقلت له في الأضحى تقبل اللهُ منا ومنك لأنه يمكننا أن نضحيَ ولا يمكنه أن يضحيَ فقد فعلنا نحن غيرَ فعلِهِ“.
وفي هذا الحديثِ ينبهنا الإمامُ الرضا (عليه السلام) إلى أن لا نتساهلَ في الكلامِ، فإن تقديمَ كلمةٍ على أخرى قد يرشد إلى معنى يريده المتكلمُ، وتأخيرَها يرشد إلى معنى آخرَ لا يريده المتكلمُ.
ومثالاُ آخرَ، ما رواه الشيخُ الحميريُّ، عن البزنطيِّ، قال “وسألَنا الرضا (عليه السلام): هل أحدٌ من أصحابِكم يعالج السلاحَ؟
فقلت: رجلٌ من أصحابِنا زرَّادٌ.
فقال: إنما هو سرَّادٌ، أما تقرأ كتابَ اللهِ عزَّ وجلَّ في قولِ اللهِ لداودَ (عليه السلام) ﴿أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ..﴾ [سبأ: 11]، الحلقةَ بعد الحلقةِ“.
ومثالاً ثالثاً، ما رواه الشيخُ الكلينيُّ، بسندِهِ، عن محمدِ بنِ زيدٍ الطبريِّ، قال “كنتُ قائماً على رأسِ الرضا (عليه السلام) بخراسانَ وعنده عدةٌ من بني هاشمٍ وفيهم إسحاقُ بنُ موسى بنِ عيسى العباسيِّ، فقال: يا إسحاقُ! بلغني أن الناسَ يقولون: إنا نزعم أن الناسَ عبيدٌ لنا! لا – وقرابتي من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله – ما قلتُهُ قطُّ! ولا سمعتُهُ من أحدٍ من آبائي قاله، ولابلغني عن أحد ٍ من آبائي قاله، ولكني أقول: الناسُ عبيدٌ لنا في الطاعةِ، موالٍ لنا في الدينِ، فليبلغ الشاهدُ الغائبَ“.
وأما رابعُ المرتكزاتِ، فهو: الفقهُ بمعناه الواسعِ
ومثالُهُ ما رواه الشيخُ الصدوقُ، بسندِهِ، عن الإمامِ الرضا (عليه السلام)، الذي روى عن أبيه موسى بنِ جعفرٍ (عليه السلام)، أنه قال “جاء رجلٌ إلى الصادقِ (عليه السلام)، فقال: قد سئمتُ الدنيا فأتمنى على اللهِ الموتَ! فقال: تمنَّ الحياةَ لتطيعَ لا لتعصيَ، فلأن تعيشَ فتطيعَ خيرٌ لك من [أن] تموتَ فلا تعصي ولا تطيعُ“.
والذي يظهر من هذا الخبرِ أن هذا الرجلَ كان يحب الصلاحَ والطاعةَ لكنه كان يعاني – ككثيرٍ من الناسِ – من ضعفِ الإرادةِ فيقع في المعصيةِ، لذلك تمنى أن يموتَ حتى لا يعصي فنبهه الإمامُ (عليه السلام) إلى أن يتمنى الحياةَ ويعزمَ على الطاعةِ.
وأما خامسُ المرتكزاتِ، فهو: التواضعُ للخلقِ
فقد روى الشيخُ الكلينيُّ، بسندِهِ، عن عبدِ اللهِ بنِ الصلتِ، عن رجلٍ من أهلِ بلخٍ، قال “كنتُ مع الرضا (عليه السلام) في سفرِهِ إلى خراسانَ، فدعا يوماً بمائدةٍ له، فجمع عليها مواليَهُ من السودانِ وغيرِهِم، فقلتُ: جُعِلت فداك، لو عزلتَ لهؤلاء مائدةً، فقال: مه! إن الربَّ تبارك وتعالى واحدٌ، والأمَّ واحدةٌ، والأبَ واحدٌ، والجزاءَ بالأعمالِ“.
وأخيراً، فإن حاجةَ الناسِ إلى الإمامِ الهادي إلى الصراطِ المستقيم هي السبيلُ الحصريُّ للنجاةِ من الزللِ، وقد صدق مولانا (عليه السلام) حيث يقول “مَن طلب الأمرَ من وجهِهِ لم يزلَّ“.
نسأل اللهَ أن نكونَ وإياكم ممن يهتدي بهديِ اللهِ تعالى ورسولِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمةِ الهدى (عليهم السلام)؛ وممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَهُ.
***
اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.
اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.
اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين، واردد كيدَهم إلى نحورِهم، واجعل تدميرَهم في تدبيرِهم، يا قويُّ يا عزيزُ.
اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.
اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمرِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، يا كريمُ.
وصلى اللهُ على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.