«التشريعُ شأنٌ إلهيٌ (١)» – يوم الجمعة ١١ شوال ١٤٤٣هـ
نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «التشريعُ شأنٌ إلهيٌ» يوم الجمعة ١١ شوال ١٤٤٣هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات،
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق وأشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله.
بين يدي الحديث تهنئتين حارتين:
الأولى – لطلابنا الذين شاركوا في الأولمبياد العلمي في البلقان، والذين كان نصفهم من أبناء هذه المنطقة، اثنان من مدرسة التهذيب الأهلية وواحد من مدرسة الحكمة، والذين حققوا ميداليات فضية وبرونزية، وهذا هو الموسم الثاني الذي يشاركون فيه في هذه المباراة وهو إنجاز نفتخر به لهذا البلد ولهذا الوطن ولهؤلاء الأبناء، نسأل الله عز وجل أن يبارك فيهم وأن يكثر أمثالهم وأن يكونوا قدوة علمية لباقي طلابنا.
وأما التهنئة الثانية – فـلـ”نادي الخليج” الذي حقق “البطولة السابعة أيضاً لفريق كرة اليد” على مستوى المملكة وهذا إنجاز أيضاً نفتخر به، وهو أمثولة حسنة لما ينبغي أن يكون عليه الشباب، بحيث يخدم مجتمعهم وبلدهم ووطنهم فيما هو نافع، سواء على مستوى العلم والفكر أو على مستوى الرياضة والقوة البدنية، حتى لا يظل الشباب و يتيه في مسارات غير محمودة.
الشكر الجزيل لهؤلاء وهؤلاء على مستوى الأفراد وعلى مستوى الفريق المشارك بكل أفراده وعلى مستوى الإدارة في النادي أو في المدارس، نسأل الله عز وجل أن يثيبهم وأن يكثر امثالهم.
حديثنا هو عن «التشريعُ شأنٌ إلهيٍ»
ماذا نعني بالتشريع؟ وما أهمية الحديث عنه؟ وما هو الموقف الصحيح في هذه المسألة؟
أما أهمية الحديث، فقد كان البحث الفكري العلمي التخصصي فيما مضى محصوراً بين أهل العلم والتخصص، كما هو الحال في مختلف العقول، المزارعون يتكلمون في شأن الزراعة، وغيرهم لا يتدخل في ذلك، البناؤون كذلك، يعني الإنسان إذا أراد أن يبني، يأتي بالبنّاء، إذا أراد أن يزرع، يذهب للمزارع، إذا أراد محاصيل زراعية يستفيد من هذا، لكن في الأعصر المتأخرة مع هذا الانفتاح المعلوماتي والانفجار المعلوماتي، هذه الحواجز إلى حد كبير تقلصت بحيث أصبح كل واحد من الناس يعرف قدراً قليلاً من هذا التخصص أو ذاك، وكلنا يعرف يرى أن له الحق في أن يخوض في كل شيء، أما أن تجلس في مجلس يتكلم فيه الجماعة في شأن ثقافي، اجتماعي، هندسي، إلّا وتجد جميع المشاركين الحاضرين يشاركون في النقاش، بغض النظر عن تخصص هذا أو معرفته أو عدم معرفته، بمجرد أنه قرأ مقالة أو قرأ كتاباً أوشاهد برنامجاً تلفزيونياً، يجد أن له الحق في أن يتكلم في هذا الأمر أو ذاك.
بعض المسائل، لو أن الناس تدخلوا فيهم وخاضوا في ذلك لا شأن لهم، يعني لا يضرهم، لا ينفعهم كثيراً، لأنه مجرد حديث ولا يضرهم لأنه لا يترتب عليه شيء، كما إذا جلس جماعة يريدون أن يتحدثوا عن كيف يُحضّر الطحين ليجعل خبزاً وهم ليسوا بصدد، لا عندهم تنور، ولا عندهم مخبز، ولا شيء، هذه سوالف، سوالف لا تضر.
لكن فيما يتعلق بالمسائل الشرعية والدينية هذه يترتب عليها بناء منظومة فكرية وتنعكس على سلوكياتهم.
فلو أن الحاضرين استقر في وعي الواحد منهم نتيجة الحديث هنا أو هناك، سيخرج من المجلس ولديه انطباع بأن ما سمعه هذا كلام حق أو كلام باطل، وسيترجم قناعته هذه أو تلك على مستوى السلوك العملي إذا خرج من المجلس مقتنعا بأن هذا حلال سيمارسه! وإذا خرج من المجلس مقتنعا بأن هذا حرام، سيكف عنه بمقدار التزامه وتدينه، هل المسائل الشرعية تسمح بهذا النوع؟
الجواب: كلا.
المسائل الدينية والشرعية لها جانبان مهمان أو أثران مهمان:
الأثر الأول – على المستوى الدنيوي.
لذلك نحن نعرف المسلم من غير المسلم، لا تحتاج أن تسأله أنت مسلم أو غير مسلم، أحياناً يدخل عليك، بمجرد أن يحييك بـ”السلام عليكم ورحمة الله وبركاته” تعرف أن هذا من مؤشرات المسلمين، فتبادله التحية كمسلم، حينما يريد أن يقضي حاجته – أجلكم الله – أول ما يسأل هل المرحاض – أجلكم الله – على القبلة أو مستدبر القبلة؟ تعرف أن هذا مسلم، حينما يحرص على أن يدفن ميته في مقابر مسلمين، تعرف أن هذا مسلم.
فإذن، لها انعكاسات دنيوية، ولها انعكاسات أخروية من حيث تقريب الله عز وجل له وإثابته أو إبعاده عنه ومعاقبته، فالمسألة لا تحتمل المزاح ولا تحتمل التسيب في هذا الباب.
لاحظوا، ماذا نعني بالتشريع؟
التشريع عنوان عام، لكن نخص به ما يعرف بالحلال والحرام التي تسمى من قبل الفقهاء الأحكام الخمسة، واليوم أصبح كثير، يعني مثلا في بدايات أو في أواخر شعبان، يثور الحديث عن الهلال.
الهلال ليس ظاهرة فلكية فقط، الهلال ظاهرة فلكية لها حكم شرعي، مثل ما أن الحيض ظاهرة، طبيعية، بدنية، طبية، لكن لها بعد شرعي، الحيض ليس مجرد دم يخرج من المرأة، لا، دم يخرج من المرأة له خصوصيات، لكن الشارع المقدس وضع له شروطاً، مثلا المشهور بين الفقهاء يقولون أن لا يقل عن ثلاثة أيام، بالنسبة للطبيب لا يفرق بين أن يكون يومين ونص، يوم، يوم ونص، أقل، أكثر، لا يعنيه، هو عنده مؤشرات طبية درسها في علم الطب، لكن في الشارع المقدس، لا، ما دون التاسعة لا يعد حيضا، ما فوق الخمسين والستين -على الاختلاف بين القرشية وغيرها – لا يعد حيضا، بالنسبة للطبيب لا يفرق.
كذلك الهلال، الهلال ليس هو ظاهرة فلكية فقط، يلاحظ فيها القمر والهلال أنه يخرج من منطقة في مسار معين ثم يذهب إلى منطقة المحاق، لا يرى ثم يخرج ونراه أو نعرف أنه خرج من المحاق، أما بالتلسكوب أو بالحسابات الفلكية، الشارع المقدس، لا، عنده معيار، النبي (صلى الله عليه وآله) قال “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته”. طبعاً يأتي بعضهم ويقول:
لا، من قال؟ النبي صلى الله عليه وآله، كان يتكلم مع جماعة لا يعرفون، لا التلسكوب ولا الحسابات الرياضية، نحن أمة أميّة”.!!!
حتى هذا الكلام، نسأله: ما هو الوجه الشرعي في هذا التفسير؟ يعني أنت تفسر كلام رسول الله، ما هي حجتك في تفسير كلام النبي وكلام الله عز وجل؟
لذلك، الفقهاء لديهم مرحلتان أساسيتان في استنباط الحكم الشرعي:
المرحلة الأولى – دراسة القواعد والأدلة التي يجب على الفقيه أن يستعين بها من أجل الاستنباط، مثل ما أن الحداد، والنجار، والجراح، والميكانيكي، له عدته له أدواته، الفقيه، لا نأتي بشخص من الشارع ثم نأتي نضع بين يديه كتاب “وسائل الشيعة” عند الإمامية أو غيره من المصادر عند المذاهب الأخرى ولنقول له تفضل، فقط نقول له أنت عربي؟ قال: نعم أنا عربي، نقول: تفضل، حتى هذا العربي في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كلهم عرب وكلهم أهل فصاحة، لكن هل كلهم كان يستطيع أن يفسر كلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ لا.
الذي يستطيع أن يفسر كلام النبي، الذي يحضر مجلسه على الدوام، يعني يعتبر بمثابة التلميذ، سمع كلامه يوم السبت، وسمع كلامه يوم الأحد، وسمع كلامه يوم الاربعاء، وسمع كلامه في السنة الماضية، وسمع كلامه في كل وقت، لأن الإنسان، حتى النبي صلى الله عليه وآله، حتى الله سبحانه وتعالى، كيف فسر أو بيّن للناس دينه؟ لم يبين دينه كله في آية واحدة، ولا في سورة واحدة، وإنما بيّن دينه في القرآن كله، من أوله إلى آخره، تأتي عندنا بعض النصوص، أن كل ما في القرآن، في “الفاتحة”، هل يستطيع الواحد منا اليوم أن يستخرج كل ما في القرآن من “الفاتحة”؟ لا، نحن عاجزون، لكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قادرٌ على أن يفكك هذا الملف المضغوط الموجود في “الفاتحة”، لكن هو ومن علّمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فإذن، ليس كل عربي -لأن هذه حجة تدور، كلنا عرب وكلنا عقلاء كلنا قادرون على أن نستنبط الأحكام الشرعية – لا، لست قادراً على استنباط الأحكام الشرعية، كل الدول، الآن الدستور موجود في البلدان التي فيها دستور أو أنظمة، هل يوكل تفسير النظام والقانون والدستور لكل أحد؟ لا، حتى الموظف الكبير لا يسمح له أن يفسر، هناك موظف يسمح له بمقدار معين أن يفسر، فإذا اختلف موظفان، يرجعان إلى الذي أعلى منهما، وإذا اختلف الذي أعلى منهما، رجع إلى الذي أعلى منهما، حتى ينتهي الأمر إلى المحكمة العليا أو إلى المحكمة الدستورية التي لها وحدها حق البت في التفاسير المختلفة لهذه الأنظمة، كذلك في القرآن الكريم والسنة المطهرة، لو اختلف الصحابة ماذا نعمل؟ لو اختلف الناس ماذا نعمل؟
لاحظوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما قال في آخر حياته “ائْتُونِي أكْتُبْ لَكُمْ كِتابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَي أبَدًا” يعني أن الناس معرضون للظلال، النبي (صلى الله عليه وآله) أراد أن يعطيهم، يثبّت لهم في كتاب، حتى يؤمنوا من الضلال، لا بمجرد الكتاب، إنما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أراد أن يكتب في الكتاب العناوين التي لو عمل الناس بها لأمنوا من الضلال.
فإذن، ليس كل نص عربي ونحن عرب نستطيع أن نفسره، ليس من باب التعالي، العلم الديني ليس محصوراً على أحد، كل إنسان يستطيع أن يفسر النص الديني، لكن شرط أن يتعلم مثل ما يتعلم الطب، مثل ما يتعلم الهندسة، مثل ما يتعلم الحدادة، يسير في المسار اللازم، يقرأ النحو والصرف والبلاغة والرجال، حتى يستوثق – أولاً – من صحة النص ونسبته إلى النبي وإلى آله (صلوات الله وسلامه عليهم) ثم يبيّن أو يفكك هذا النص، ثم يلاحظ النصوص الأخرى، هل في النصوص الأخرى ما يكون قرينة على فهم هذا النص، أو لا يوجد؟ هل يوجد
ما يعارضه أو لا يوجد ما يعارضه؟ شخص يقول لك: إئتني بماء، هل تستطيع أن تأتي بأي ماء؟
لو واحد يأتي لك ويقول: إئتني بماء، تأتي له بماء ساخن، ينظر إليك شزرا يتهمك بالغباء والبلادة، أنا رجل عطشان قادم من الخارج، تأتي لي بماء ساخن، يغلي..!”. لماذا؟ هل هو تكلم؟ هل هو شرح كلامه بأكثر من كلمة إئتني بماء؟ قال: نعم، لأن الإنسان والمتحدث لا يعبر عن مراده ومقاصده بمجرد كلماته، ألا يقولون اليوم “لغة الجسد” يصافحك شخص فتقول له خير ما بك؟ هو لم يتكلم، لكن أنت بمجرد مصافحتك إياه قارنت حرارة يده هذه، بحرارة يده لمّا سلمت عليه يوم أمس، وجدت اليوم يده ليست مثل حالها في الوضع السابق، ليس وضعاً طبيعياً، حق لك أن تسأله ماذا بك؟ أو سلّم عليك وقد أشاح بوجهك عنه، تسأله خير زعلان؟ مالذي فعل هو؟ فقط صافحك ولعله صافحك ضاغطاً على يدك، لكن لما أشاح بوجهه عنك ولم يبتسم أمامك وبين يديك، كما كان يفعل في السابق، هذا يعني أن له حالاً أخرى.
فإذن، الكلام والمقاصد لا يعبر عنها بالألفاظ فقط، هناك يسمونه في لغة الأصول والفقه، قرائن، قرائن حالية، قرائن مقامية، قرائن مقالية، كل هذه يدرسها الفقهاء. ولذلك، متى يصبح الإنسان قادرا على استنباط الحكم الشرعي؟ فقط هذا “الطلبة” يروح سنة وسنتين إلى الحوزة العلمية ويجي وصار عنده شيخ يستطيع أن يتكلم بكل شيء، وهذا الكلام لا يقال فقط لعامة الناس غير المتخصص، حتى بعض طلبة العلم، بعض طلبة العلم يدرس له سنة، سنتين، ثلاث سنوات، خصوصاً هذه الأيام يفتح له قناة يوتيوب ولا انستغرام ولا تويتر ويبين الأحكام الشرعية، ويضع الناس في حيص بيص، لست مؤهلاً لأن تتكلم عن هذه المسألة، بعد، لا تزال طيراً، يعني ريشك لم يكتمل حتى تتكلم عن هذه المسألة، إذا خوطب العامة من الناس بهذا الكلام، يخاطب أيضا حتى طلبة العلم، وما أكثر من يتكلمون ويضعون الناس -للأسف الشديد- في حيص بيص كما قلنا، هذا الكلام ينبغي أن يلاحظ بشكل جديد.
فإذن التشريع، بل أزيد من هذا، لاحظوا حتى المجتهد، أعلم الفقهاء، ليس له أن يخرج عن المسار الذي حدد له بشكل منطقي وشرعي، فيستنبط من عندياته.
مثلاً، “القياس” ليس من الطرق الشرعية عندنا في استنباط الأحكام الشرعية، الفقيه ملزم بأن يراجع القرآن الكريم والسنة المطهرة والعقل والإجماع على التفصيل الذي يذكره الفقهاء، ولذلك، هو لا يكتفي بقراءة رواية ولا كتاب ولا كتابين، بل يقضي عمراً طويلاً، حتى يتيسر له أن ينسب إلى الله عز وجل، حكماً شرعياً.
لذلك الحق سبحانه تعالى ماذا يقول؟ {آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} ويقول {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} في آية أخرى {الظالمون} في آية ثالثة {الفاسقون} لماذا؟
لأن لله عز وجل، في كل واقعة حكم. هذا معنى الإسلام {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} أما يأتي إنسان ويقول أنا مسلم ويفتخر وأنا مؤمن، حق لك أن تفتخر بهذا – ونعم الفخر أن يكون الإنسان مسلماً ومؤمناً – لكنه على المستوى العملي حينما يخاطب بأن هذا أمر شرعي أو نهي شرعي، قال: دعك من هذا، أنا لا أريد هذا الكلام!!.
كيف تكون مؤمنا وكيف تكون مسلما؟ الإسلام الحقيقي هو الالتزام والتمسك بما أمر الله عز وجل أو نهى عنه، ولذلك يُمدح المتقون ولذلك أُمر الناس أن يأمروا أنفسهم وبعضهم بعضاً بالتقوى {ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۢ ۚ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ} فالتشريع شأن إلهي محض صرف، فرع من فروع التوحيد.
وللحديث تتمة، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم كن لوليك الحجةِ بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظا وقائداً وناصرا ودليلاً وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا،
اللهم انصر الإسلام والمسلمين واخذل الكفار والمنافقين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وأغن فقرائنا وأصلح ما فسد من أمر ديننا ودنيانا ولا تخرجنا من الدنيا حتى ترضا عنا يا كريم، وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.