«الإمامُ عليٌّ (ع) وصناعةُ البصيرةِ (3)» – يوم الجمعة 29 ربيع الثاني 1446 هـ
نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «الإمامُ عليٌّ (ع) وصناعةُ البصيرةِ (3)» يوم الجمعة 29 ربيع الثاني 1446 هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.
بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.
ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي.
اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.
***
عبادَ اللهِ! أوصيكم – ونفسي – بتقوى اللهِ، وإن من التقوى أن يكونَ الإنسانُ – كما قدمنا في الأسبوعين الماضيين – على بصيرةٍ من نفسِهِ، ومن أمرِهِ، ومن زمانِهِ، فيعرفَ ما ينفعه وما يضره، ويعتقدَ الحقَّ دون الباطلِ، ويسلكَ طريقَ الهدى دون الضلالِ.
وإن من نعمِ اللهِ على المؤمنِ أن يكونَ له إمامٌ مثلُ عليٍّ (عليه السلام)، الذي هو بابُ مدينةِ علمِ النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وروي عنه من العلمِ ما يتيح للمؤتمين به أن يكونوا من أهلِ البصيرةِ.
ومما روي عنه في ذلك قولُهُ:
“أما بعد فإن اللهَ لم يقصِم جباري دهرٍ قطُّ إلا بعد تمهيلٍ ورخاءٍ ولم يَجبُر عظمَ أحدٍ من الأممِ إلا بعد أزلٍ وبلاءٍ. وفي دونِ ما استقبلتم من عتبٍ، وما استدبرتم من خطبٍ، معتبرٌ.
وما كلُّ ذي قلبٍ بلبيبٍ، ولا كلُّ ذي سمعٍ بسميعٍ، ولا كلُّ [ذي] ناظرٍ ببصيرٍ!
فيا عجباً وما لي لا أعجبُ من خطأِ هذه الفرقِ، على اختلافِ حججِها في دينِها، لا يقتصُّون أثرَ نبيٍّ، ولا يقتدون بعملِ وصيٍّ، ولا يؤمنون بغيبٍ، ولا يعفُّون عن عيبٍ. يعملون في الشبهاتِ، ويسيرون في الشهواتِ، المعروفُ فيهم ما عرفوا، والمنكرُ عندهم ما أنكروا. مفزعُهم في المعضلاتِ إلى أنفسِهم، وتعويلُهم في المهماتِ على آرائِهم! كأن كلَّ امرئ منهم إمامُ نفسِهِ قد أخذ منها فيما يرى بعُرى ثقاتٍ، وأسبابٍ محكماتٍ“().
وقد بينَّ الإمامُ (عليه السلام) في خطبتِهِ هذه مجموعةَ حقائقَ لا ينبغي أن يُغفلَ عنها.
الحقيقة الأولى: أن للهِ عزَّ وجلَّ سنةً لا تتخلف في عقوبةِ مَن يبالغون في معصيتِهِ من الجبارين، وهو أنه لا يعاجلهم بالعقوبةِ وإن كانوا مستحقين تمامَ الاستحقاقِ لها! وإنما يمهلهم ويرخي لهم العنانَ، ليزدادوا إثماً، ولتغلَّظَ لهم العقوبةُ، وفي المقابلِ فإنه عزَّ وجلَّ لا يستعجل في جبرِ عظمِ الكسيرِ المقهورِ بغيرِ حقٍّ من الناسِ إلا بعد امتحاناتٍ متتاليةٍ، وشدائدَ يعقب بعضُها بعضاً.
وهذا ما جرى من فرعونَ على بني إسرائيلَ، وفي ذلك قال تعالى {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ..} [الأعراف: 127 – 129].
وهذا ما حكاه اللهُ – أيضاً – عن المسلمين حين اجتمعت عليهم الأحزابُ في واقعةِ الخندقِ، فقال ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا﴾ [الأحزاب: 9-11].
فلا بد للمؤمنِ – إذن – من الصبرِ عند البلاءِ، وإن اشتدت المحنةُ، وطالت المدةُ.
الحقيقة الثانية: أن الأممَ قد تمر بتجربةٍ مريرةٍ لكنها لا تحسن الاستفادةَ منها؛ لأنها لم تحسن قراءتَها ولا تدبرَها، مع أن تجربةً أقلَّ مرارةً منها كانت كافيةً للاعتبارِ لو تدبر فيها المتدبرون وتبصرها المتبصرون.
ثم إن الإمامَ (عليه السلام) بيَّن السببَ في ذلك، وهو عدمُ استثمارِ ما آتاه اللهُ عزَّ وجلَّ الناسَ من وسائلِ الفهمِ والتدبر والتبصرِ، حيث قال “وما كلُّ ذي قلبٍ بلبيبٍ، ولا كلُّ ذي سمعٍ بسميعٍ، ولا كلُّ [ذي] ناظرٍ ببصيرٍ!”.
وتصديقُ ذلك من كتابِ اللهِ قولُهُ تعالى ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف: 179].
الحقيقة الثالثة: أن خطَّ الانحرافِ إذا وقع فيه الناسُ لا يقف عند حدٍّ، وإنما يأخذ بهم بعيداً، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً؛ لأنهم لم يختاروا السيرَ على منهاجِ اللهِ الذي خطه لهم بالإيمانِ بالغيبِ، واتباعِ النبيِّ والوصيِّ، وهذا ما عناه (عليه السلام) بقولِهِ “فيا عجباً وما لي لا أعجبُ من خطأِ هذه الفرقِ، على اختلافِ حججِها في دينِها، لا يقتصون أثرَ نبيٍّ، ولا يقتدون بعملِ وصيٍّ، ولا يؤمنون بغيبٍ، ولا يعفُّون عن عيبٍ“.
فعدمُ السيرِ وفقاً لِما رسمه اللهُ تعالى من منهجٍ، وتبعاً لِما حدده من معالمَ، وفرضه من أحكامٍ، تنتهي بالإنسانِ – من حيث يريد أو لا يريد، ومن حيث يشعر أو لا يشعر – إلى اتباعِ خطواتِ الشيطانِ، لينتهيَ الأمرُ به إلى أن يرى المنكرَ معروفاً، والمعروفَ منكراً، فيُحلَّ الحرامَ، ويحرِّمَ الحلالَ، ويعيبَ أهلَ الحقِّ، ويثنيَ على أهلِ الباطلِ، ويواليَ العدوَّ ويعاديَ الصديقَ!
ومما يصدق هذه الحقيقةَ أن اللهَ تعالى غذى بني إسرائيلَ بالمنِّ والسلوى فعدُّوه طعاماً واحداً لا ينبغي الاقتصارُ عليه، وهذا ماحكاه اللهُ تعالى من حالِهم بقولِهِ {وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ..} [البقرة: 61].
الحقيقة الرابعة: أن الانسانَ إذا افتقد البصيرةَ عمِي عن الهدى، وتآكلت فطرتُهُ السويةُ، فلا يعنيه عندئذٍ التمييزُ بين الصوابِ والخطأِ، ولا يهمه تمييزُ الحقِّ عن الباطلِ، وهذه هي النتيجةُ الطبيعيةُ والحتميةُ لِمن “يعملون في الشبهاتِ، ويسيرون في الشهواتِ“.
الحقيقة الخامسة: أن الإنسانَ إذا سار في خطِّ الانحرافِ والضلالِ تضخمت ذاتُهُ، فصارت هي الميزانَ في الحكمِ فلا حقَّ وراءَ أناه، ولا باطلَ في هواه، مع علمِهِ وتسليمِهِ بأن الواقعَ ليس كذلك! لهذا، فإنه لا يجاهر بهذه القناعةِ، بل إنه ينكرها، بل قد يبالغ في إنكارِهِ، ولكنه إنكارٌ لفظيٌّ، وأما في الممارسةِ والفعلِ فإنه ينطبق عليه قولُ اللهِ تعالى ﴿بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ﴾ [القيامة: 5].
وهذا ما عناه الإمامُ (عليه السلام) بقولِهِ “المعروفُ فيهم ما عرفوا، والمنكرُ عندهم ما أنكروا. مفزعُهم في المعضلاتِ إلى أنفسِهم، وتعويلُهم في المهماتِ على آرائِهم! كأن كلَّ امرئ منهم إمامُ نفسِهِ قد أخذ منها فيما يرى بعرى ثقاتٍ، وأسبابٍ محكماتٍ“.
ولو سألت – أيها المؤمنُ، وأنت أيتها المؤمنةُ – عن السببِ الرئيسِ في افتقاد البصيرةِ، لأجابك أميرُ المؤمنين (عليه السلام) إنه حبُّ الدنيا والتعلقُ بها، بحيث تكون هي الوسيلةَ وهي الغايةَ والمقصدَ، وهي الهمَّ والاهتمامَ.
فقد قال (عليه السلام) – في خطبةٍ أخرى له – “وإنما الدنيا منتهى بصرِ الأعمى لا يبصر مما وراءها شيئاً، والبصيرُ ينفذها بصرُهُ، ويعلم أن الدارَ وراءها، فالبصيرُ منها شاخصٌ، والأعمى إليها شاخصٌ، والبصيرُ منها متزوِّدٌ، والأعمى لها متزودٌ“().
فهنا شخوصان من الدنيا وإليها، وشاخصان هما: البصيرُ؛ وهو صاحبُ البصيرةِ النافذةِ المتجاوزُ للظاهرِ إلى الباطنِ، والأعمى؛ وهو الذي لا بصيرةَ له.
فعلى مَن أراد أن يكونَ بصيراً أن يكونَ ربانيّاً في ذاتِهِ، وفي فعلِهِ، وفي وسائلِهِ، وفي مقاصدِهِ، ولن يكونَ كذلك إلا إذا طلبَ الباقيَ وهو الآخرةَ، على حسابِ الفاني وهو الدنيا، ولا يكون ذلك إلا بالتعاملِ مع الدنيا على أساسِ أنها وسيلةٌ يُطلب عمرانُها في ظلِّ طاعةِ اللهِ، بعيداً عن معصيتِهِ، ويُطلب استثمارُها بالإصلاحِ فيها وبين أهلِها، وليس بالإفسادِ فيها بفعلِ السوءِ، وقولِ السوءِ، والعلوِّ والاستكبارِ، وظلمِ الخلقِ والتعدي على الخالقِ.
وإن من أهمِّ ما يعين الإنسانَ على الزهدِ في الدنيا ذكرَ الموتِ. لهذا، فقد أوصى الإمامُ عليٌّ (عليه السلام) نجلَهُ الحسنَ (عليه السلام) بالإكثارِ من ذكرِهِ، مبيّناً السببَ في ذلك، فقال – في وصيتِهِ له -:
“يا بنيَّ أكثِر من ذكرِ الموتِ، وذكرِ ما تهجم عليه، وتفضي بعد الموتِ إليه، حتى يأتيَك وقد أخذتَ منه حِذرَك، وشددتَ له أزرَك، ولا يأتيَك بغتةً فيَبهرَك. وإياك أن تغترَّ بما ترى من إخلادِ أهلِ الدنيا إليها، وتكالبِهم عليها، فقد نبَّأك اللهُ عنها ونعت هي لك عن نفسِها، وتكشفت لك عن مساويها؛ فإنما أهلُها كلابٌ عاويةٌ، وسباعٌ ضاريةٌ يهر بعضُها على بعضٍ، ويأكل عزيزُها ذليلَها، ويقهر كبيرُها صغيرَها، نَعمٌ معقَّلةٌ، وأخرى مهمَلةٌ قد أضلت عقولَها وركبت مجهولَها، سُروحُ عاهةٍ بوادٍ وعثٍ، ليس لها راعٍ يقيمها، ولا مسيمٌ يُسيمها، سلكت بهم الدنيا طريقَ العمى، وأخذت بأبصارِهم عن منارِ الهدى، فتاهوا في حيرتِها، وغرقوا في نعمتِها، واتخذوها ربّاً! فلعبت بهم، ولعبوا بها، ونسوا ما وراءها ..“().
فذكرُ الموتِ – أيها المؤمنون – وسيلةٌ فعالةٌ لوضعِ الأمورِ في نصابِها الصحيحِ؛ لتكونَ نشاطاتُنا الدنيويةُ وسائلَ لتأمينِ العاقبةِ الحسنةِ في الدارِ الآخرةِ التي خلقنا اللهُ لنكونَ جميعاً من أهلِها، فقد قال تعالى ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾ [الشورى: 7].
فمَن أراد البصيرةَ، فعليه بالتقوى التي هي الكلمةُ الطيبةُ، وفعلُ الخيرِ، وسلوكُ سبيلِ الهدى والصلاحِ، والعملُ بالحقِّ، والنأيُ بنفسِهِ عن الباطلِ وتجنبِ أهلِهِ، وممَن يخشى اللهَ في السرِّ والعلانيةِ.
جعلنا اللهُ وإياكم – أيها المؤمنون والمؤمناتُ – من ذوي البصائرِ، الذي قال عنهم ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ [البينة: 7-8]، وجعلنا وإياكم ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَهُ، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
***
اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.
اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.
اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين.
اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.
اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمرِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، يا كريمُ.
وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.