«العلم حصانة شاملة» – يوم الجمعة 18 صفر 1446 هـ
نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «العلمُ حصانةٌ شاملةٌ» يوم الجمعة 18 صفر 1446 هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.
بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمدِ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.
ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي.
اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.
عبادَ اللهِ! أوصيكم – ونفسي – بتقوى اللهِ؛ وإنه لا تقوى بدونِ علمٍ.
لهذا، تكاثرت النصوصُ الشرعيةُ على فضلِ العلمِ، وثوابِ طلابِهِ، ومكانةِ العلماءِ، حتى قال اللهُ عزَّ وجلَّ ﴿.. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ..﴾ [الزمر: 9]، وقال ﴿.. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ..﴾ [الرعد: 16].
ونحن إذ نلج وإياكم في عامٍ دراسيٍّ جديدٍ، لنسأل اللهَ تعالى لأبنائِنا الطلابِ وبناتِنا الطالباتِ أن يوفقَهم في تحصيلِهم العلميِّ، وأن يعينَهم على طلبِ العلمِ بما ينفعهم في الدنيا والآخرةِ.
ولسنا بحاجةِ إلى التأكيدِ على أن صلاحَ المعاشِ والمعادِ لا يكون إلا بالعلمِ، وننصح أنفسَنا وأبناءَنا أن لا نقصُرَ الاهتمامَ بالدراسةِ في حدودِ تأمينِ المستقبلِ الماديِّ فإن لطلبِ العلمِ غايةً أسمى وأجلَّ، فقد روى الشيخُ الكلينيُّ، بسندِهِ، عن حفصِ بنِ غياثٍ، قال “قال لي أبو عبدِ اللهِ عليه السلام: مَن تعلَّم العلمَ وعمل به، وعلَّم للهِ، دعي في ملكوتِ السماواتِ عظيماً. فقيل: تعلمَ للهِ، وعملَ للهِ، وعلَّمَ للهِ“().
وهذا هدفٌ سامٍ وجليلٌ يتناغم مع ما جاء من قولِ اللهِ تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56].
ومن هنا، ندرك السرَّ في ما روي عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال “طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ. ألا إن اللهَ يحب بُغاةَ العلمِ“.
وبمناسبةِ ما مرَّ علينا يومَ أمس من ذكرى شهادةِ الإمامِ عليِّ بنِ موسى الرضا (عليه السلام)، نقف وإياكم على درسٍ علميٍّ من دروسِهِ، التي قوَّم فيها اعوجاجاً خطيراً أودى بكثيرين في تعاملِهم مع القرآنِ الذي هو المنبعُ الأصليُّ لمعارفِ الدين، ومع تفسيرِهِ، وأودى بهم كذلك في الاعتقادِ ومسائلِهِ، وذلك بسببِ القصورِ العلميِّ! وكيف أن الإنسانَ إذا تكامل علمُهُ أبعد نفسَهُ عن المخاطرِ المهلكةِ، ولا يكون ذلك إلا بأخذِ العلمِ من أهلِهِ.
***
فقد روى الشيخُ الصدوقُ، بسندِهِ، قال حدثنا أبو الصلت الهرويُّ، قال:
“لَما جمع المأمونُ لعليِّ بنِ موسى الرضا (عليه السلام) أهلَ المقالاتِ من أهلِ الإسلامِ والدياناتِ من اليهودِ والنصارى والمجوسِ والصابئين وسائرِ أهلِ المقالاتِ، فلم يقم أحدٌ إلا وقد ألزمه حجتَهُ كأنه قد أُلقِم حجراً!
فقام إليه عليُّ بنُ محمدِ بنِ الجهمِ، فقال له: يا ابنَ رسولِ اللهِ أتقول بعصمةِ الأنبياءِ؟!
قال: بلى!
قال: فما تعمل [وساق عدداً من الآياتِ يظهر منها ان الأنبياءَ وقعوا في ما يخالف العصمةَ!] في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ [طه: 121]، وقوله عزَّ وجلَّ ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ..﴾ [الأنبياء: 87]، وقولِهِ في يوسفَ ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ﴾ [يوسف: 24]، وقولِهِ عزَّ وجلَّ في داودَ ﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ ..﴾ [ص: 24]، وقولِهِ في نبيِّهِ محمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) ﴿.. وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ..﴾ [الأحزاب: 37]؟!
فقال مولانا الرضا (عليه السلام): ويحك يا عليُّ! اتق اللهَ، ولا تنسب إلى أنبياءِ اللهِ الفواحشَ، ولا تتأول كتابَ اللهِ عزَّ وجلَّ برأيِك؛ فإن اللهَ عزَّ وجلَّ يقول ﴿.. وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ..﴾ [آل عمران: 7]!
[وهنا الإمام أشار إلى خطأين وقع فيهما علي ابنُ الجهمِ: الاعتقاد، ومنهج التفسيرٍ، فسيتصدى لمعالجةِ هذين الخطأين].
أما قولُهُ عزَّ وجلَّ في آدمَ (عليه السلام) ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ [طه: 121]، فإن اللهَ عزَّ وجلَّ خلق آدمَ حجةً في أرضِهِ، وخليفةً في بلادِهِ، لم يخلقه للجنةِ، وكانت المعصيةُ من آدمَ في الجنةِ لا في الأرضِ لتتمَّ مقاديرُ أمرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فلما أُهبِط إلى الأرضِ، وجُعِل حجةً وخليفةً، عُصِم بقولِهِ عزَّ وجلَّ ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 33].
وأما قولُهُ عزَّ وجلَّ ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ..﴾ [الأنبياء: 87] إنما ظنَّ أن اللهَ عزَّ وجلَّ لا يضيِّق عليه رزقَهُ! ألا تسمعْ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ..﴾ [الفجر: 16]، أي ضيَّق عليه، ولو ظن أن اللهَ لا يقدِر عليه [أي يعجز] لكان قد كفَر!
وأما قولُهُ عزَّ وجلَّ في يوسفَ ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ..﴾ [يوسف: 24]، فإنها همت بالمعصيةِ، وهم يوسفُ بقتلِها إن أجبرته؛ لعظمِ ما داخله، فصرف اللهُ عنه قتلَها والفاحشةَ، وهو قولُهُ ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ ..﴾ [يوسف: 24] يعني القتلَ، {. وَالْفَحْشَاءَ ..} يعني الزنا.
وأما داودُ، فما يقول مَن قِبلَكم فيه؟!
فقال عليُّ بنُ الجهمِ: يقولون [وهذا مأخوذ من اليهودِ ] إن داودَ كان في محرابِهِ يصلي إذ تصوَّر له إبليسُ على صورةِ طيرٍ أحسنَ ما يكون من الطيورِ، فقطع صلاتَهُ، وقام ليأخذَ الطيرَ، فخرج الطيرُ إلى الدارِ، فخرج في أثرِهِ، فطار الطيرُ إلى السطحِ، فصعد في طلبِهِ، فسقط الطيرُ في دارِ أورياءَ بنِ حتانَ [حنان]، فاطَّلع داودُ في أثرِ الطيرِ، فإذا بامرأةِ أورياءَ تغتسل، فلما نظر إليها هواها، وكان أورياءُ قد أخرجه في بعضِ غزواتِهِ، فكتب إلى صاحبِهِ أن قدِّم أورياءَ أمامَ الحربِ، فقُدِّم فظفر أورياءُ بالمشركين، فصعب ذلك على داودَ، فكتب الثانيةَ أن قدِّمه أمام التابوتِ فقُتِل أورياءُ رحمه اللهُ، وتزوج داودُ بامرأتِهِ!
قال [الراوي]: فضرب الرضا (عليه السلام) بيدِهِ على جبهتِهِ! وقال إنا للهِ وإنا إليه راجعون! لقد نسبتم نبيّاً من أنبياءِ اللهِ إلى التهاونِ بصلاتِهِ حتى خرج في أثرِ الطيرِ، ثم بالفاحشةِ، ثم بالقتلِ!
فقال يا ابنَ رسولِ اللهِ! فما كانت خطيئتُهُ؟!
فقال: ويحك! إن داودَ إنما ظنَّ أن ما خلق اللهُ عزَّ وجل خلقاً هو أعلمُ منه، فبعث اللهُ عزَّ وجلَّ إليه الملكين، فتسورا المحرابَ، فقالا ﴿خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾ [ص: 22-23]، فعجل داودُ (عليه السلام) على المدعَى عليه فقال ﴿لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ ..﴾ [ص: 24]، ولم يسأل المدعيَ البينةَ على ذلك، ولم يُقبِل على المدعَى عليه فيقول ما تقولُ؟ فكان هذا خطيئةَ حكمِهِ، لا ما ذهبتم إليه! ألا تسمع قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ يقول ﴿يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾ [ص: 26]، إلى آخرِ الآيةِ [نقلت في المصدر ناقصةً فأتممناها].
فقلت: يا ابنَ رسولِ اللهِ! فما قصتُهُ مع أورياءَ؟
فقال الرضا (عليه السلام): إن المرأةَ في أيامِ داودَ إذا مات بعلُها، أو قُتِل لا تتزوجُ بعده أبداً! وأولُ مَن أباح اللهُ عزَّ وجلَّ له أن يتزوجَ بامرأةٍ قُتِل بعلُها داودُ (عليه السلام)، فذلك الذي شقَّ على أورياءَ.
وأما محمدٌ نبيُّهُ (صلى الله عليه وآله وسلم) وقولُ اللهِ عزَّ وجلَّ له ﴿.. وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ..﴾ [الأحزاب: 37]، فإن اللهَ عزَّ وجلَّ عرَّف نبيَّهُ (صلى الله عليه وآله وسلم) أسماءَ أزواجِهِ في دارِ الدنيا وأسماءَ أزواجِهِ في الآخرةِ، وأنهن أمهاتُ المؤمنين، وأحدُ مَن سمي له زينبُ بنتُ جحشٍ، وهي – يومئذٍ – تحت زيدِ بنِ حارثةَ، فأخفى (صلى الله عليه وآله وسلم) اسمَها في نفسِهِ، ولم يبدِهِ له، لكيلا يقول أحدٌ من المنافقين إنه قال في امرأةٍ في بيتِ رجلٍ أنها أحدُ أزواجِهِ من أمهاتِ المؤمنين، وخشي قولَ المنافقين، قال اللهُ عزَّ وجلَّ واللهُ أحقُّ أن تخشاه [أي] في نفسِك، وإن اللهَ عزَّ وجلَّ ما تولى تزويجَ أحدٍ من خلقِهِ إلا تزويجَ حواءَ من آدمَ، وزينبَ من رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفاطمةَ من عليٍّ (عليه السلام).
قال فبكى عليُّ بنُ الجهمِ، وقال: يا ابنَ رسولِ اللهِ! أنا تائبٌ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ أن أنطقَ في أنبياءِ اللهِ بعد يومي هذا إلا بما ذكرتَهُ“.
وما نخلص إليه بإيجازٍ – أيها المؤمنون والمؤمناتُ – أن الجهلَ يحول بين الإنسانِ وبين فهمِ الواقعِ والمعارفِ والأحكامِ على ما تفهمَ عليه، وإن ذلك ينتهي به – فرداً وجماعةً – إلى التخلفِ الماديِّ والمعنويِّ، وأن ما يجنبه وينجيه ويحصِّنُهُ من ذلك حصانةً شاملةً إنما هو العلمُ بشرطِ أن يأخذَهُ عن أهلِهِ، ويجتهدَ في تحصيلِهِ.
وكلُّنا يعلم أن مما اشتهر بيين المسلمين أن أولَ ما نزل من آيِ القرآنِ هو قولُهُ تعالى ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: 1-5].
فحصانةُ الإنسانِ، ونجاتُهُ، إنما تكون بالعلمِ، وأمنُ الإنسانِ من الضلالِ بالعلمِ، والعلمُ مودَعٌ في القرآنِ، وحملتُهُ هم أهلُ الذكرِ.
ومن أهلِ الذكرِ إمامُنا الرضا (عليه السلام) الذي تلونا من حديثِهِ ما تلونا، فقد بين لابنِ الجهمِ خطأَه المنهجيَّ في الاعتقادِ والتفسيرِ، حتى نسب ما نسب من القبائحِ إلى الأنبياءِ المعصومين.
ومن أهلِ الذكرِ والعلماءِ القرآنِ إمامُنا الحسينُ (عليه السلام) الذي يتقاطر – هذه الأيامَ – الملايينُ من الزائرين (حفظهم الله من كلِّ سوءٍ) إلى عتبتِهِ المقدسةِ، مجددين العهدَ بإمامتِهِ، راجين أن يكونوا من السائرين على نهجِهِ. ولا يكون ذلك إلا بأمرين معرفةِ اللهِ أولاً، وطاعتِهِ واجتنابِ معصيتِهِ ثانياً.
وقد ورد في الخبرِ أن رجلاً قال للإمامِ الحسينِ (عليه السلام) “أنا رجلٌ عاصٍ، ولا أصبر عن المعصيةِ، فعظني بموعظةٍ فقال عليه السلام:
افعل خمسةَ أشياءَ وأذنب ما شئتَ، فأولُ ذلك: لا تأكلْ رزقَ اللهِ، وأذنب ما شئِتَ. والثاني: اخرج من ولايةِ اللهِ، وأذنب ما شئتَ. والثالث: اطلُبْ موضِعاً لا يراكَ اللهُ وأذنِب ما شِئتَ. والرابع: إذا جاء ملَكُ الموتِ ليقبِضَ روحَك فادفَعْهُ عن نفسِكَ وأذنب ما شئتَ. والخامِسُ: إذا أدخَلَكَ مالكٌ النارَ فلا تدخُلْ في النارِ، وأذنب ما شئتَ“.
جعلنا اللهُ وأبناءَنا من طلابِ العلمِ، ومن العاملين بما يقضي به العلمُ من الهدى، وجنبنا وإياكم معاصيَهُ.
ونسأل اللهَ أن نكونَ وإياكم ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَهُ .
***
اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.
اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.
اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين، واردد كيدَهم إلى نحورِهم، واجعل تدميرَهم في تدبيرِهم، يا قويُّ يا عزيزُ.
اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.
اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمرِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، يا كريمُ.
وصلى اللهُ على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.