حديث الجمعة

«آفتا التقصير والقصور (3)» يوم الجمعة 28 ذي الحجة 1445 هـ

نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «آفتا التقصير والقصور (3)» يوم الجمعة 28 ذي الحجة 1445 هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.

بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمدِ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي.

اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.

عبادَ اللهِ! أوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ.

وإن من مظاهرِ التقوى أن يجتهدَ الإنسانُ في النأيِ بنفسِهِ عن كلِّ ما من شأنِهِ أن ينتهيَ به إلى التقصيرِ أو القصورِ؛ فإنهما آفتان تحولان بين الإنسانِ والنعيمِ، وقد توديان به إلى الجحيمِ.

ولن يتجنبَ الإنسانُ القصورَ والتقصيرَ ما لم يتعرف عليهما، وعلى أسبابِهما القريبةِ والبعيدةِ، وما لم يسعَ بجدٍّ واجتهادٍ في العملِ على تفعيلِ معرفتِهِ بهذا وذاك.

وهذا ما يقتضي تفعيلَ الأدواتِ الكفيلةِ بالتعرفِ على التقصيرِ والقصورِ، والعملِ بجدٍّ على تجسيدِ تلك المعرفةِ.

ومن أهمِّ هذه الأدواتِ:

أولاً: العقلُ

ثانياً: السمعُ

والمرادُ بهما في المقامِ مزيجٌ من الإدراكِ والوعي من جهةٍ، وضبط السلوكِ من جهةٍ أخرى، والتفاعل الإيجابيِّ بين الوعيِ والسلوكِ من جهةٍ ثالثةٍ.

وقد ساق اللهُ تعالى لنا في كتابِهِ الكريمِ نموذجاً لشريحةٍ من الناسِ قصُرت وقصَّرت حتى انتهى بها ذلك إلى الكفرِ، واستحقوا أن يُعذَّبوا في جهنمَ، وعرفوا فيها سببَ ذلك، معرفةً لا تجدي نفعاً لأن أوانَها قد فات.

وهذا ما جاء في قولِهِ تعالى في سورةِ الملكِ ﴿وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٦) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (٧) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (٩) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا ‌نَسْمَعُ ‌أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (١٠) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [الملك: 6-11].

فهذا المقطعُ القرآني يصور لنا حالَ هذه الشريحةِ، وأنهم {..كَفَرُوْا بِرَبِّهِمْ ..}، أي إنهم عطلوا عقولَهم! فتنكروا لمجموعةٍ ساطعةٍ من الحقائقِ المتعلقةِ باللهِ تعالى.

فهم لا ينكرون في قرارةِ أنفسِهم وبحكمِ عقولِهم وما تناهى إلى أسماعِهم أن اللهَ تعالى هو الذي تكفل بخلقِهم في أحسنِ تقويمٍ، وأنه هو الذي تكفل برزقِهِم، وأنه هو الذي آتاهم من كلِّ ما سألوه بلسانِ الحالِ والمقالِ، وهذا معنى أنه ربُّهم.

فلم يكن من حقِّهِ عليهم أن يكفروا بربوبيتِهِ!

بل لم يكن من حقِّهم على أنفسِهم ذلك!

لكنهم مع ذلك كفروا واستحقوا عذابَ جهنمَ {.. وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.

وهؤلاء المستحقون للعذابِ في جهنمَ، وبسببِ قصورِهم وتقصيرِهم، لا يحيطون خُبراً بطبيعةِ العذابِ الذي توعد اللهُ تعالى به الكافرين به، وأنهم {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (٧) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ..} فجهنمُ هذه محطةُ عذابٍ لا يحتملها الإنسانُ مهما أوتي من قوةٍ.

ولجهنمَ هذه خزَنةٌ مكلفون من اللهِ تعالى يستنطقون أصحابَ النارِ فوجاً بعد فوجٍ، {.. كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ}.

وهذا السؤالُ من خزنةِ جهنمَ استنكاريٌّ، أي إنهم يعيبون على هؤلاء القاصرين المقصرين وبمنطقِ العدلِ والإنصافِ أن ينتهيَ بهم الحالُ إلى الكفرِ بربوبيةِ اللهِ حتى استحقوا الدخولَ إلى جهنمَ، مع ما أرسله اللهُ عزَّ وجلَّ إليهم من النذيرِ.

فلا يجد الكافرون بدّاً من إجابتِهم بالقولِ {.. بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ ..}.

فإنهم إذن يقرون بأن اللهَ تعالى أرسلَ لهم النذيرَ، وهو الذي من شأنِهِ التحذيرُ من عواقبِ القصورِ عن إداركِ الحقِ وتبعاتِ التقصيرِ في التعاملِ معه.

ولا بد أن هذا النذيرَ قد أدى ما كُلِّف به، فأين هي المشكلةُ؟!

إن المشكلةَ تكمن في ما أقر به الذين كفروا على أنفسِهم من القصورِ والتقصيرِ.

بقولِهم أولاً {.. فَكَذَّبْنَا ..}.

وتكذيبُ النذيرِ أيها المؤمنون يعني أن لا يُتفاعلَ بالحسنى مع الحقِّ والهدى، ولا مع مَن يدعو إليه.

وهذا تقصيرٌ لا غبارِ عليه.

 ولكن المقصرَ والمجرمَ لا يكتفي عادةً بتقصيرِهِ وجريمتِهِ وإنما يسعى في تبريرِها ويحتال لها، فما الذي فعله هؤلاء؟

إنهم قالوا {.. مَا نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ ..}!

فقد نفوا أن يكونَ اللهُ تعالى قد أرسل نذيراً، أو أنه أوحى إلى هذا النذيرِ شيئاً، ولم يستندوا كما يفعل العاقلُ الحصيفُ في هذا النفيِ إلى حجةٍ ولا إلى برهانٍ.

ولم يكتفوا بذلك بل إنهم أساؤوا الخطابَ إلى المنذرين ومَن آمن بهم وقالوا لهم {.. إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ}.

وهذا خطابُ المتعجرفين القاصرين الذين يحسبون أنهم على شيءٍ، فقد سيطر على قلوبِهم كبرٌ ما هم ببالغيه!

ولكنهم لَما واجهوا الحقيقةَ الناصعةَ والحقَّ المرَّ، وصاروا إلى جهنم قالوا {.. لَوْ كُنَّا ‌نَسْمَعُ ‌أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾

والاعترافُ بالحقِّ فضيلةٌ، لكنه اعترافٌ فات أوانُهُ، ولم يعد يجدي نفعاً.

فقد كان لدى هذه الشريحةِ الفرصةُ السانحةُ أن يسمعوا ما جاء به النذيرُ، وأن يعقلوه، ويتبينوا وجهَ الصوابِ فيه، ويعملوا بمقتضاه، لكن الكبرَ والتعلقَ بالشهواتِ، والاستسلامَ للشبهاتِ، كلُّ ذلك حالَ بينهم  وبين السمعِ والعقلِ.

فأن تكونَ أيها المؤمنُ، وأنت أيتها المؤمنةُ ممن آتاهم اللهُ ما به يعقِل ويسمَع ويعي، فأنت في نعمةٍ عظمى.

وفي هذا يقول أميرُ المؤمنين عليٌّ (عليه السلام) لا غنى كالعقلِ، ولا فقرَ كالجهلِ.

ويقول (عليه السلام) لا مالَ أعودُ من العقلِ.

ويقول (عليه السلام) ليست الرؤيةُ كالمعاينةِ مع الإبصارِ، فقد تكذب العيونُ أهلَها، ولا يغشُّ العقلُ مَن استنصحه.

ويقول (عليه السلام) ما استودع اللهُ امرءاً عقلاً إلا استنقذه به يوماً ما.

ويقول (عليه السلام) إن أغنى الغنى العقلَ، وأكبرَ الفقرِ الحمقُ.

وقد استقى أميرُ المؤمنين (عليه السلام) هذه المضامينَ من كتابِ اللهِ تعالى حيث يقول عزَّ وجلَّ في سورة الحاقة ﴿وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (٩) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (١٠) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (١١) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ ‌وَاعِيَةٌ﴾ [الحاقة: 9-12].

وقد روى عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال يا عليُّ! إن اللهَ أمرني أنْ أُدنيَك وأُعلِّمَك لتَعِيَ. فأُنزلت هذه الآيةُ {وتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ}. فأنتَ أُذُنٌ واعية لعِلْمي.

والعقلُ والسمعُ ليسا سوى أداتين من أدواتِ النجاةِ، وذلك أن اللهَ تعالى يقول ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ‌إِنَّ ‌السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾ [الإسراء: 36]

فمَن أعمل عقلَهُ، وسمعَهُ، وبصرَهُ، تيسر له أن يعرفَ الحقَّ وأهلَهُ، وأن يعرفَ الباطلَ وأهلَهُ، وتيسرَ له أن لا يقولَ إلا الحقَّ، ولا يتبعَ إلا الحقَّ، وتيسر له أن يتجنبَ الباطلَ قولاً وفعلاً.

وهذا يتطلب من الإنسانِ أن يحاسبَ نفسَهُ عند كلِّ منعطفٍ، فلا يقدمَ على فعلٍ أو قولٍ إلا بعد التثبتِ من أنه حقٌّ أو إنه مؤدٍّ اليه، وأن يحجمَ عن كلِّ فعلٍ أو قولٍ إذا تبين له أنه باطلٌ أو يجرُّ إليه.

وقد روي عن أبي الحسنِ الماضي أي الكاظمِ (عليه السلام) أنه قال ليس منا مَن لم يحاسب نفسَهُ في كلِّ يومٍ، فإن عمل حسناً استزاد اللهَ، وإن عمل سيئاً استغفر اللهَ منه وتاب إليه.

وها نحن نودع عاماً هجريّاً تصرم من أعمارِنا، وجديرٌ بنا أن نقفَ موقفَ المحاسبةِ لأنفسِنا ليتعرفَ كلُّ واحدٍ منا على ما صدر منه من أقوالٍ أوأفعالٍ، فإن كانت حسناتٍ فلنحمد اللهَ تعالى عليها، وإن كانت سيئاتٍ فلنستغفر اللهَ عزَّ وجلَّ منها.

ولنستقبل عاماً جديداً نعاهد اللهَ على أن يكونَ عاماً نكون فيه أقربَ إليه بأن نطيعَهُ في ما أمر، وننتهيَ فيه عما نهى، فنكونَ أحبَّ إليه وأقربَ إلى السعادةِ والنجاةِ.

وإن من نعمِ اللهِ تعالى علينا وعلى البشريةِ أن نستقبلَ العامَ الجديدِ بموسمِ عاشوراءَ حيث نذكر الإمامَ الحسينَ (عليه السلام)، ونعلنُ محبتَنا ومودتَنا له، وانحيازَنا إلى منهاجِهِ، امتثالاً لأمرِ اللهِ تعالى حيث يقول ﴿.. قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا ‌الْمَوَدَّةَ ‌فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ [الشورى: 23]، وإيماناً وعملاً بما قاله رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) حسينٌ مني وأنا من حسينٍ، أحب اللهُ مَن أحب حسيناً، حسينٌ سبطٌ من الأسباطِ.

ولا بد من القولِ إن رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يعلن هذه المقالةَ اعتباطاً، فهو أجلُّ من أن تحركَهُ العاطفةُ الأبويةُ على حسابِ الحقِّ! 

وقد اتهمه المشركون بقولِ الباطلِ فنزهه اللهُ تعالى بأن قال فيه ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (٢) ‌وَمَا ‌يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 2-4].

فما قاله في حقِّ الحسينِ (عليه السلام) هو شهادةٌ له بأنه المصداقُ الكاملُ لحبيبِ اللهِ، وبأنه الصراطُ المستقيمُ لمحبةِ للهِ، وأنه التمثيلُ التامُّ لرسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم). 

فالحسينُ (عليه السلام) من رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) نسباً ونسبةً، ورسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحسينِ (عليه السلام) مشروعاً وبقاءً، ولقد أصاب مَن قال الإسلامُ محمديُّ الحدوثِ حسينيُّ البقاءِ.

فمَن أراد أن يحبَّهُ اللهُ عزَّ وجلَّ فليعقلْ وليسمع، وليحبَّ الحسينَ (عليه السلام)، فإن مَن أحب الحسينَ (عليه السلام) فليطمئنَّ بأن اللهَ تعالى يحبه.

والحسينُ  (عليه السلام) بعدُ بشهادةِ هذا الحديثِ الشريفِ سبطٌ من الأسباطِ، أي إنه واحدٌ من حملةِ دينِ اللهِ والأمناءِ عليه، فلا يمكن أن يتديَّن للهِ بما أراد اللهُ إلا بالائتمامِ به، وإلا بالولاءِ التامِّ له، وإلا بالسخطِ على مَن آذى رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه.

وما إحياؤنا لذكراه في عاشوراءَ، بل قبلها وبعدها، إلا سعياً وراء هذه المحبةِ ورجاءً لمحبة اللهِ، وطلباً لثوابِهِ، ودفعاً لسخطِهِ، فإنا معهم معهم لا مع عدوِّهم ولا مع غيرِهم.

ونعوذ باللهِ من القصورِ والتقصيرِ في حقِّ اللهِ عزَّ وجلَّ وحقِّ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) وحقِّهِ.

نسأل اللهَ أن نكونَ وإياكم ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَهُ.

***

اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.

اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.

اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين، واردد كيدَهم إلى نحورِهم، واجعل تدميرَهم في تدبيرِهم، يا قويُّ يا عزيزُ.

اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمرِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، يا كريمُ.

وصلى اللهُ على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *