السيد النمر: نهضة الحسين زٌكّيت من قِبل النبي
اعتبر سماحة العلّامة السيد حسن النمر الموسوي أن نهضة الإمام الحسين (ع) «قد زٌكّيت من قِبل النبي، بل كان الواجب على من سمع واعية الحسين، ومن أدرك الحسين، أن ينصره، ما لم يكن له عذرٌ شرعيٌّ؛ من الأعذار التي يصح للذين يُخاطَبون بالجهاد أن يجاهد في سبيل الله، كما فصل ذلك الفقهاء».
وأكد أن «نهضة الإمام الحسين، هي فعلٌ قرآنيٌّ تجسَّد في ما فعله الإمام الحسين».
وشدد سماحته – في خطبته ليوم الجمعة في مسجد الحمزة بن عبدالمطلب (ع) بسيهات – أنه «حينما نتحدث عن الإمام الحسين لا ننبش تاريخاً، نحن نرسم مستقبلاً يرجوه كلُّ واحدٍ منا».
وأضاف أن «كما يجب نصرة النبي ويجب توقيره، كذلك الامام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام يجب نصرته ويجب توقيره … المسألة هي كيف نعرف الحق وأهله، ومَن يمثلُه، ومن هم رموزُه، وكيف نعرف الباطل ومن يسير على نهجه، وفي ظله! فإذن، لا يمكن التفكيك بين هذين الأمرين».
واستغرب سماحته من أن «هناك من يوارب، ولو من الباب تعيير الشيعة أنهم لماذا يصرون على إحياء هذه الشعيرة الحسينية؟! حتى بلغ بالحماس الشيطاني ببعضهم أنه يعيِّر الشيعة أنهم يقيمون العزاء على الإمام الحسين ولا يقيمون العزاء على أبيه أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام..!».
مضيفاً أن «ليس من حق المؤمن إنْ أراد أن يكون مؤمناً أن يحب الحسينَ، كما يقول، لكنه يخفف من عِظم المصيبة التي حلت بالأمام الحسين! ولا من حقه أن يساوي بين الإمام الحسين وبين قاتليه، أو بين خاذليه! كما يُراد من قِبل بعض هؤلاء، أنه لا تفتحوا لنا هذه الصفحة،! فإننا نحب الجميع، يعني نحب القاتل والمقتول! نحب الظالم والمظلوم! نحب الحسين ومن خاصم الحسين! وهكذا العناوين التي يلقونها في هذا الباب كثيرة!».
وأكد أن الرسول (ص) «أمر بالتمسك بالإمام الحسين، فإذا صدر من الإمام الحسين استنهاضٌ للأمة، يجوز لأحد من الناس أن يتخلف دون إذن من الإمام الحسين..؟!» معتبراً أنه «لا يجيب أحد من المسلمين أن أحداً يجوز أن يتخلف عن الحكم قرآني، ولا يجوز لأحد أن يتخلف عن الإمام الحسين، بشهادة النبي للأمام الحسين، أنه لن يفارق القرآن، فالقرآن معه وهو مع القرآن».
ثم تساءل العلامة السيد النمر – مستهجناً ومستنكراً – «أي شيطان سيطر على هذه الأمة، وأي شيطان، يسيطر على هذه الأمة ؟! بحيث يُعيَّر من يُحيي ذكرى الامام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام؟!»، مشيراً أنه «إذا جاء الكلام على (إحياء ذكرى) الإمام الحسين، صارت المسألة طائفيةً! وصارت المسألة مذهبيةً!! ويُعيَّر أتباع أهل البيت، لماذا يحيون هذه، بما فيها من الخرافات..؟!».
واستغرب سماحته من «أن يحوّل هذا اليوم الذي هو يوم مصاب وفجيعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلى يومٍ يُحتفل فيه، تُوزَّع الحلويات، وتُوزع فيه المأكولات ثم يُشاد به، بحجة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال أن هذا اليوم حصل فيه إنقاذُ إبراهيم وإنقاذُ نوح..!!».
متسائلا: «لو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان حاضراً في أوساط هذه الأمة، تُرى سيحتفل بذكرى إنقاذ إبراهيم أم سيجلس للمصاب -كما سنجد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكى على الإمام الحسين قبل استشهاده، فكيف سيكون حاله بعد استشهاده، عليه أفضل الصلاة والسلام؟».
واعتبر السيد النمر أن الإمام الحسين «أصبح مشروعاً الله عز وجل على الأرض، الذي يجب أن ينصر في حياته، ويجب أن يجعله الناس مَعْلَماً ومَلْمحاً من ملامح الحق، بحيث يقاس كل حق يُزعم أنه حق، بمقدار قربه من الإمام الحسين».
وأوضح أنه إذا كان هناك مشروع قريباً من مشروع الإمام الحسين ومن أهدافه وشعاراته فهو مشروع مفهوم «يصح لنا أن نميل إليه وأن ننصره وننتصر به، أما إذا لم يكن كذلك، لا يمكن أن ننخرط معه إلا لمصالح دنيوية، قد يجوز لنا أن نلتقي معه، هو تتقاطع مصالحنا أو لا تتقاطع؟».
ولاحظ أن الأمة تبتعد شيئاً فشيئا عن تعاليم النبي «خمسون سنة (بعد وفاة الرسول) كانت كافية لتُقدِم الأمةُ على هذه الجريمة (مقتل الإمام الحسين)، ثم يقال إن هذه السلطة التي أقدمت على ارتكاب هذه الجريمة سلطةٌ شرعيةٌ ويجب طاعتها، وأن من يتخلف عن بيعة هذه السلطة، سيرفع له في يوم القيامة لواء, يسمي لواء الغَدَرة، هل يعقل أن هذه الأمة بلغت هذا المستوى؟!».
ودعا سماحته إلى مراجعة الموروث الديني «الذي تولى قتلة الإمام الحسين، والمحرِّضون على الإمام الحسين والمشرِّعون لقتل الإمام الحسين، أن يبثوه في أوساط الأمة، حتى أصبح إحياء هذه الشعيرة أمراً من الأمور المنكرة!».
وعن الإرهاب المعاصر المنسوب زوراً إلى الدين، أشار أنه لم تم طاعة الرسول (ص) «لما احتجنا إلى هذا المشوار الطويل من الانحرافات، حتى أصبحنا نجني مثل هذه الثمار الخبيثة، الثمار التي تدعو إلى أن يُحرس، ليس الحانات والخمارات تُحرس، في هذه الأمة، اليوم أصبحت المساجد هي التي تُحرس من القتلة!!».