«الاستقامة والتقويم (٤)» يوم الجمعة ١٠ شعبان ١٤٤٤ هـ
نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «الاستقامة والتقويم (٤)» يوم الجمعة ١٠ شعبان ١٤٤٤ هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّد الخلق وأشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين.
ربّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدةً من لساني يفقه قولي،
عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله، لا يزال حديثنا عن «الاستقامة والتقويم» ولا يخفى علينا وعليكم أيها المؤمنون أهمية هذا الموضوع نظرياً وعملياً.
أقف وإياكم اليوم على نموذج بشري من المستقيمين ونموذج نظري مما بّشر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كخارطة طريق للاستقامة والتقويم، وذلك في محطات ثلاث.
المحطة الأولى هي أن التولي لأولياء الله لا يختلف المسلمون على أنه بند إسلامي أصيل. لا يستطيع الإنسان أن يكون مسلماً ولا أن يكون مؤمناً إلا أن يتولى الله وأولياءه لأن التولي لأولياء الله -عز وجل- هو فرع للتولي لله -سبحانه وتعالى-. الجامع بين أولياء الله وعامة المؤمنين هو أنهم يرتبطون به -سبحانه وتعالى-، كلٌ منهم يسلم وكل منهم يؤمن.
من أعمال هذا الشهر الكريم هذه الصلوات الشعبانية التي استمعنا إليها والمروية عن الإمام السجاد (صلوات الله وسلامه عليه) وهي في الواقع نوعٌ من أنواع التقويم العقائدي حتى يتعّرف المؤمن على من يجب عليه أن يتولاهم ويأخذ دينه منهم باعتبارهم الامتداد لرسول الله، التجسيد الكامل لما جاء به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). لاحظوا في هذه الصلوات ماذا نقرأ؟
«اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية». الفلك الجارية يعني السفينة التي تسير في البحر أو في النهر «في اللجج الغامرة». البحر إذا تموج ليس كل سفينة إذا دخلت البحر تنجو وينجو من فيها وإنما ينجو في البحر تلك السفينة المهيئة للخوض في غمار هذا البحر الهائج. ثم تضيف الصلوات «يأمن من ركبها ويغرق من تركها» يلامس الدعاء الشريف هنا، ما فطرنا الله -سبحانه وتعالى- عليه من البحث عن الأمن. كل واحد منا يبحث عن الأمن، الأمن الصحي، الأمن الاجتماعي، الأمن الثقافي، من الأمن من كل ناحية. ولا شك أن هناك مراتب للأمن، أول هذه المراتب النجاة بالنفس. ونحن لما كنا نعتقد بيوم الآخرةِ كما نعتقد بأننا موجودون في عالم الدنيا، نبحث عن الأمن هنا والأمن هناك. الله- سبحانه وتعالى- يبين لنا أن الأمن هناك مربوطٌ بأن يسعى الإنسان -هنا في عالم الدنيا- أن يبحث عن أسباب الأمن. ومن أسباب الأمن أن تكون مستقيماً في فكرك، مستقيماً في مشاعرك، مستقيماً في سلوكك، ولا يستطيع الإنسان أن يحظى بشيء من هذا إلا من الله -سبحانه وتعالى- {اهدنا الصراط المستقيم}. والصراط المستقيم حينما يهدي الله- سبحانه وتعالى- إليه طلابه -أي طلاب هذا الصراط المستقيم- وضع لذلك أشخاص تمثل هؤلاء الأشخاص في الرسل، الأنبياء، الأئمة (صلوات الله وسلامه عليهم).
«ويغرق من تركها» وقد اشتهر بين المسلمين أن مثل أهل البيت في هذه الأمة كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، وإن كان أقرب الناس نسبياً إلى الرسول والنبي! ابن نوح لم ينجُ لما توهم أنه سيأوي إلى جبل يعصمه من الماء {لا عاصم اليوم من أمر الله}. هناك طرق محددة الله- سبحانه وتعالى- حددها {ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه}.
«يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق» يعني أن الإنسان يجب أن يعتصم بحبل الله المتين لا أن يفرط به فيتعجل ويسرع ولا أن يتراخى ويتأخر، في كلتا الحالتين هو هالك إن فعل هذا.
«واللازم لهم لاحق». لذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه جميع المسلمين ماذا أودع هذه الأمة سبباً للأمن من الضلال؟ قال: «إني مخلف فيكم أو تارك فيكم. ما أن تمسكتم به لن تضل بعدي أو لن تضل بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي».
المحطة الثانية نستقبل وإياكم يوم غدٍ فيما هو المعروف يوم الحادي عشر من شهر شعبان ذكرى ولادة بطل كربلاء مع أبيه الإمام الحسين أعني به علياً الأكبر (صلوات الله وسلامه عليه). هذا شاب لا يصنف ضمن الأئمة وإنما هو ضمن الإنسان أو مصداق للإنسان الكامل. حتى أننا نقرأ فيما تضافر في الزيارات «السلام عليك يا ولي الله وابن وليه». وفي عدد من الروايات المروية عن الأئمة يلقننا أهل البيت -عليهم أفضل الصلاة والسلام- أن نخاطب هذا السيد الجليل في الزيارة «السلام عليك يا مولاي وابن مولاي» يعني جُعل في عِدل الأئمة -عليهم أفضل الصلاة والسلام- في هذا الجانب.
هذا ماذا يعني؟ يعني أن باب الكمال والتقوى الاستقامة والتقويم مفتوحٌ حتى لغير المعصومين. حتى أن الإنسان قد يصل إلى هذه المرتبة، مرتبة علي الأكبر -صلوات الله وسلامه عليه-.
هناك ثلاث سمات يمكن أن نذكرها لهذا السيد الجليل والشهيد العظيم، هي هذا الذي ذكرناه مقام الولاية. ولا يستطيع كل أحد أن ينال هذا المقام إلا أن يحظى بعناية خاصة من الله ولطف خاص منه -سبحانه وتعالى-. السمة الثانية لعليٍ الأكبر -صلوات الله وسلامه عليه- البصيرة. والقصة معروفة هي أن الإمام الحسين -عليه أفضل الصلاة والسلام- كما يروي المؤرخين لما ارتحل من قصر بني مقاتل، «قال عقبة بن سمعان: سرنا معه ساعة فخفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه، وهو يقول: “إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله رب العالمين” ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً، فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين عليهما السلام -أي الأكبر- على فرس فقال: مم حمدت الله واسترجعت؟ – يعني ما هي المناسبة للحمد والاسترجاع؟- فقال: ” يا بني، إني خفقت خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول: القوم يسيرون، والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنها أنفسنا نُعيت إلينا ” فقال له: يا أبت لا أراك الله سوءاً، ألسنا على الحق؟ -هذه البصيرة- قال: ” بلى، والذي إليه مرجع العباد ” قال: فإننا إذا لا نبالي أن نموت محقين» هذه بصيرة لا تتوفر عند كل أحد ولا ينالها إلا شخص سار بهذه السيرة ونهل من هذا المنهل. «فقال له الحسين عليه السلام: “جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده”» إلى آخر الحديث.
السمة الثالثة لعلي الأكبر عليه -أفضل الصلاة والسلام- الاصطفاء والاقتداء. ونعني بالاصطفاء تلك الخصوصيات التي يمن الله -عز وجل- بها على الإنسان بغير اختيار، كأن يكون الإنسان ابن نبي، ابن رسول، ابن إمام، هذا شرف عظيم، لا يستطيع الإنسان أن يجعل نفسه ابن النبي، وهو ليس ابن النبي، ابن رسول الله وهو ليس ابن رسول الله، هذا الأمر لا يحظى به. لكنه لوحده ليس شرف، ذكرنا أن ابن نوح -صلوات الله وسلامه عليه- كان من الهالكين. فقد يكون الإنسان ابن نبي أو ابن رسول لكنه ينحرف، العبرة هذا شرف. فإذا أضاف إلى هذا الاصطفاء الاقتداء. هذا يعزز هذا فيكون نوراً على نور.
عليٌ الأكبر حظي بهذين الشرفين كان مصطفىً من هذه الذرية الطيبة لكنه إلى جانب ذلك كان مقتدياً برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبأمير المؤمنين وبأهل البيت -عليهم أفضل الصلاة والسلام-. أحد وجوه الاصطفاء هو أنه ما ذُكر في وصفه -صلوات الله وسلامه عليه- أنه كان «أشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً برسول الله» حتى أنهم قالوا «كنا إذا اشتقنا إلى نبيك» الإمام الحسين -عليه السلام- يقول «نظرنا إلى وجهه». طبعاً أن يتماثل شكلُ على الأكبر برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا ليس شيئا اختاره هو حتى نقول هو عمل وبذل جُهداً أن يكون شبيه برسول الله من حيث البنية والخلقة، هذا شرفٌ الله -سبحانه وتعالى- منّه عليه. لكن الإمام لم يكتف بهذا قال: «كان أشبه الناس برسول الله خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً». خلق علي الأكبر -عليه السلام- كان خُلُقَ رسول الله، منطقهِ أي طريقة حديثة مادة حديثة تشبه ما كان عليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). فإذاً علي الأكبر ينبغي أن يُذكر، ينبغي أن يكون حاضراً، ونحمد الله -عز وجل- على أنه حاضر في ثقافتنا مع أبيه الإمام الحسين، كلما ذكرنا الإمام الحسين -عليه أفضل الصلاة والسلام- ذكرنا معه ولده النجيب علياً الأكبر -صلوات الله وسلامه عليه-.
المحطة الثالثة: هي أن الإنسان من أجل أن يكون على استقامة وأن يكون مُوفقاً لأن يُقوّمَ الآخرين يحتاج إلى عاملين اثنين أساسيين.
العامل الأول: العلم. والبصيرة لا تحصل -التي كانت عند علي الأكبر- إلا أن يكون الإنسان على علم وعلى تفقه يريده الله -عز وجل- وما لا يريده، ما يحبه وما لا يحبه، أن يعرف أولياء الله فيتولاهم وأن يعرف أعداء الله فيجنب نفسه عنهم.
في الخبر عن أمير المؤمنين -عليه أفضل الصلاة والسلام- كما يرويه الشيخ الصدوق في «عيون أخبار الرضا». قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من حفظ من أمتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً». مرتبة الفقاهة والعلم ليست مرتبة يستهان بها، مرتبة جليلة جداً. لكن لا يعنى حينما يمدح الفقيه والعالم يُمدح فيه جانب حفظه للمعلومات وقدرة الذكاء عنده على أن يراجع الأدلة فيتعرف عليها. يَسَوق الله -عز وجل- لها في القرآن الكريم شخصاً آتاه الله آياته فانسلخ منها. قد يكون الإنسان عالما فينحرف، لكن العالم إذا وفقه الله -عز وجل- أن يُحسن استثمار علمه يكون هدايته وتقربه إلى الله أسرع وثباته على الحق آكد، وهذه أهمية الفقه. فالمهم أن يكون الإنسان عالماً، عاملاً بعلمه. يقول أمير المؤمنين -عليه أفضل الصلاة والسلام- «العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل».
نحن لا نريد أن نبحث عن الاستقامة نظرياً. ليس فخراً للإنسان أن يعرف أن هذا مصدر للاستقامة وأن هذا مظهر للاستقامة لكنه لا يكون مستقيماً. أو يكون مستقيماً وقادراً على أن يصلح الآخرين ويقومهم ثم لا يفعل ذلك. النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بما بشّر الأمة؟ بشّرها بأن الله -عز وجل- ادّخر لها رجلاً من أهل بيته يصلح معوج منها، وهو الإمام المهدي -عجل الله تعالى فرجه الشريف- الذي نحتفل وإياكم في وسط هذا الأسبوع بذكرى ميلاده الشريف. وهي ليلة عظيمة ليلة شكر، ليلة ذكر، وليلة بهجة، وحمد لله -عز وجل- على هذه النعمة لا ينبغي للإخوة والمؤمنين أن يقصروا فيها.
في الرواية ورد الشيخ الصدوق يروي في كتابه «الخصال» في باب الأربعين. عن الحسين بن علي -عليه أفضل الصلاة والسلام- «إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام- وكان فيما أوصى به أن قال له يا علي» الآن ملامح الاستقامة كيف تكون؟ النبي -صلى الله عليه وآله- في هذه الوصية الشريفة يذكر لنا عناوين الاستقامة التي ينبغي أن تُستحضر ثم يعمل بها. «يا علي! من حفظ من أمتي أربعين حديثاً، يطلب بذلك وجه الله عز وجل والدار الآخرة حشره الله يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. فقال علي عليه السلام: يا رسول الله أخبرني ما هذه الأحاديث؟» أي البنود كما سيتبين لنا.
«فقال: أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، وتعبُدَه ولا تعبد غيره، وتقيم الصلاة بوضوء سابغ في مواقيتها ولا تؤخرها فإن في تأخيرها من غير علة غضب الله عز وجل، وتؤدي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إذا كان لك مال وكنت مستطيعا، وأن لا تعق والديك، ولا تأكل مال اليتيم ظلما، ولا تأكل الربا، ولا تشرب الخمر ولا شيئا من الأشربة المسكرة، ولا تزني، ولا تلوط، ولا تمشي بالنميمة، ولا تحلف بالله كاذبا، ولا تسرق، ولا تشهد شهادة الزور لأحد قريبا كان أو بعيدا، وأن تقبل الحق ممن جاء به صغيرا أو كبيرا، وأن لا تركن إلى ظالم وإن كان حميما قريبا، وأن لا تعمل بالهوى، ولا تقذف المحصنة، ولا ترائي فإن أيسر الرياء شرك بالله عز وجل، وأن لا تقول لقصير: يا قصير، ولا لطويل: يا طويل تريد بذلك عيبه، وأن لا تسخر من أحد من خلق الله، وأن تصبر على البلاء والمصيبة، وأن تشكر نعم الله التي أنعم بها عليك، وأن لا تأمن عقاب الله على ذنب تصيبه، وأن لا تقنط من رحمة الله، وأن تتوب إلى الله عز وجل من ذنوبك فإن التائب من ذنوبه كمن لا ذنب له، وأن لا تصر على الذنوب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئ بالله وآياته ورسله، وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن لا تطلب سخط الخالق برضى المخلوق، وأن لا تؤثر الدنيا على الآخرة لأن الدنيا فانية والآخرة باقية، وأن لا تبخل على إخوانك بما تقدر عليه، وأن تكون سريرتك كعلانيتك، وأن لا تكون علانيتك حسنة وسريرتك قبيحة فإن فعلت ذلك كنت من المنافقين، وأن لا تكذب، وأن لا تخالط الكذابين، وأن لا تغضب إذا سمعت حقا، وأن تؤدب نفسك و أهلك وولدك وجيرانك على حسب الطاقة، وأن تعمل بما علمت، ولا تعاملن أحدا من خلق الله عز وجل إلا بالحق، وأن تكون سهلا للقريب والبعيد، وأن لا تكون جبارا عنيدا، وأن تكثر من التسبيح والتهليل والدعاء وذكر الموت وما بعده من القيامة والجنة والنار، وأن تكثر من قراءة القرآن وتعمل بما فيه، وأن تستغنم البر والكرامة بالمؤمنين والمؤمنات، وأن تنظر إلى كل ما لا ترضى فعله لنفسك فلا تفعله بأحد من المؤمنين، ولا تمل من فعل الخير، وأن لا تثقل على أحد، وأن لا تمن على أحد إذا أنعمت عليه، وأن تكون الدنيا عندك سجنا حتى يجعل الله لك جنة، فهذه أربعون حديثا من استقام عليها وحفظها عني من أمتي دخل الجنة برحمة الله، وكان من أفضل الناس وأحبهم إلى الله عز وجل بعد النبيين والوصيين، وحشره الله يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا».
جعلنا الله وإياكم ممن يستمع القول فيتبعون أحسنه.
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، اللهم كن لوليك الحجةِ بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصرا ودليلاً وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين واخذل الكفار والمنافقين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وأغن فقرائنا وأصلح ما فسد من أمر ديننا ودنيانا ولا تخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا يا كريم، وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.