«النبيُّ (ص) وصناعةُ البصيرةِ» – يوم الجمعة 7 ربيع الثاني 1446 هـ
نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «النبيُّ (ص) وصناعةُ البصيرةِ» يوم الجمعة 7 ربيع الثاني 1446 هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.
بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.
ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي.
اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.
***
عبادَ اللهِ! أوصيكم – ونفسي – بتقوى اللهِ، وإن من التقوى أن يجتهدَ الإنسانُ في أن يكونَ ذا بصيرةٍ، فلا يفعل شيئاً ولا يقدِم عليه بدون معرفةٍ أنه حسنٌ، ولا يدَع شيئاً ولا يحجم عنه بدونِ تحققٍ أنه قبيحٌ.
ونلفت النظرَ إلى أن البصيرَ من أسماءِ اللهِ، وقد جاء ذلك في عشراتِ المواضعِ من كتابِ اللهِ، منها قولُهُ تعالى ﴿فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران: 20].
وقد فاضل اللهُ بين الأعمى والبصيرِ من الناسِ، وفضَّل البصيرَ فقال ﴿.. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ﴾ [الأنعام: 50].
ولو سألت – أيها المؤمن، وأنت أيتها المؤمنةُ – عن السبيلِ إلى التحلي بالبصيرةِ، فإن أقصرَ طريقٍ إليه هو العملُ بما جاء في عظةٍ لمولانا أميرُ المؤمنين (عليه السلام)، الذي قال “.. فلينتفع امرؤٌ بنفسِهِ؛ فإنما البصيرُ مَن سمع فتفكَّر، ونظر فأبصر، وانتفع بالعبرِ، ثم سلك جَدداً واضحاً يتجنب فيه الصرعةَ في المهاوي والضلالَ في المغاوي، ولا يعين على نفسِهِ الغواةَ؛ بتعسفٍ في حقٍّ، أو تحريفٍ في نطقٍ، أو تخوفٍ من صدقٍ“.
وهذا المنهجُ هو ما سلكه رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) في تربيةِ مَن عاصره، وهو المنهجُ الذي ينبغي أن يعتمدَهُ كلُّ واحدٍ منا إن أردنا التأسيَ برسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولنورد نماذجَ نبويةً على ذلك:
النموذج الأول: ما رواه الشيخُ الصدوقُ، بسندِهِ، عن الإمامِ زينِ العابدينَ (عليه السلام) أنه قال:
“مرَّ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) بقومٍ يرفعون حجراً، فقال: ما هذا؟! قالوا نعرف بذاك أشدَّنا وأقوانا! فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبرُكم بأشدِّكم وأقواكم؟! قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: أشدُّكم وأقواكم الذي إذا رضيَ لم يدخله رضاه في إثمٍ ولا باطلٍ، وإذا سخِط لم يُخرجه سخطُهُ من قولِ الحقِّ، وإذا قدِر لم يتعاطَ ما ليس له بحقٍّ“.
فقد بيَّن النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) – في هذا النموذجِ التربويِّ – خطأَ القومِ في تشخيصِ قيمةٍ مطلوبةٍ، وهي القوةُ والشدةُ، حيث ذهب وهمُهم إلى أنها في الجسدِ والمادةِ، وهذا صوابٌ بلحاظِ ما كان سائداً بين الناسِ الذين كان يعنيهم غلبةُ بعضِهم على بعضٍ في الجوانبِ الماديةِ، ولكنه فهمٌ قاصرٌ جدّاً، بل مجانبٌ للصوابِ، عند مَن يعنيه الكمالُ الحقيقيُّ الذي يتمثل في القربِ من اللهِ، ونيلِ رضاه ورضوانِهِ.
ثم أخذ (صلى الله عليه وآله وسلم) في تسميةِ المحدِّداتِ الساميةِ لِمن هو أقوى الناسِ وأشدِّهم.
أما المحددُ الأولُ، فهو: أن يكونَ الحقُّ هو الملاكَ عند الإنسانِ في حكمِهِ على الأشياءِ، والأشخاصِ، والأحوالِ، ولا ينساق في ذلك وراءَ رضاه أو سخطِهِ؛ فإنه إن فعل ذلك سينتهي إلى الإثمِ والباطلِ؛ وهما محظوران على جميعِ الناسِ، وفي كلِّ حالٍ.
فمَن قدِر على أن يضبطَ سلوكَهُ؛ بحيث لا يقع في إثمٍ ولا باطلٍ في قولٍ ولا فعلٍ، فهو الأقوى والأشدُّ من الناسِ.
وأهميةُ هذا المحددِ تكمن في أن الإنسانَ إذا حكمته مشاعرُهُ – بسببِ رضاه أو سخطِهِ – اختل حكمُهُ، ومَن اختل حكمُهُ وقع في الإثمِ والباطلِ.
وهذا المعنى يدركه كلُّ ذي فطرةٍ سليمةٍ، وقد روي عن النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال “حبُّك للشيءِ يعمي ويصمُّ“.
والأمثلةُ على غيابِ هذا المحددِ في الواقعِ الاجتماعيِّ لا تكاد تُحصى، فإن أكثرَ الناسِ إذا رضي أثنى وبالغ في الثناءِ، وإذا سخط ذمَّ وأقذع في الذمِّ، دون أن يراعيَ في ثنائِهِ وذمِّهِ ما يجب أن يراعَى من العدلِ والإنصافِ، فالظالمُ عند هؤلاء محقٌّ وإن سفَك الدمَ الحرامَ؛ لأنهم راضون عنه، والمظلومُ عندهم مبطلٌ وإن سُفِك دمُهُ بغيرِ حقٍّ؛ لأنهم ساخطون عليه!
أما في المنطقِ النبويِّ، فإن أقوى الناسِ وأشدَّهم مَن يكون بصيراً، فإنما يحكُمَ على الأمورِ، ولا على الأشخاصِ، ولا على الأحوالِ، بالعدلِ والإنصافِ، بعيداً عن رضاه وسخطِهِ؛ وهو الذي “إذا رضيَ لم يدخله رضاه في إثمٍ ولا باطلٍ، وإذا سخط لم يخرجه سخطُهُ من قولِ الحق“.
ولهذا المحددِ أصلٌ قرآنيٌّ، نجده في مثلِ قولِهِ تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: 8].
وأما المحددُ الثاني، فهو: أن يكونَ الحقُّ هو الميزانَ في قولِهِ وفعلهِ، لا فرقَ عنده – في ذلك – بين أن يكونَ في حالِ الضعفِ أو القوةِ، فالأقوى والأشدُّ في المنطقِ النبويِّ هو مَن “إذا قدِر لم يتعاطَ ما ليس له بحقٍّ“، فهو لا يستغل جاهَهُ الاجتماعيَّ، ولا مكانتَهُ بين الناسِ، ولا منصبَهُ ووظيفتَهُ، ليأخذَ ما ليس له، أو يباشرَ ما هو خارجٌ من حدودِ صلاحياتِهِ.
ولهذا المحددِ أصلٌ قرآنيٌّ، نراه في آياتٍ منها قولُهُ تعالى ﴿قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [يونس: 35].
النموذج الثاني: ما وراه الشيخُ الصدوقُ، بسندِهِ، عن الصادقِ (عليه السلام) عن آبائِهِ، عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنه قال:
“مَن أحبَّ أن يكون أكرمَ الناسِ، فليتقِ اللهَ، ومَن أحبَّ أن يكونَ أتقى الناسِ فليتوكل على اللهِ تعالى، ومَن أحبَّ أن يكونَ أغنى الناسِ فليكن بما عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ أوثقَ منه بما في يدِهِ.
ثم قال (عليه السلام): ألا أنبئكم بشرِّ الناسِ؟!
قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: مَن أبغض الناسَ وأبغضه الناسُ.
ثم قال: ألا أنبئكم بشرٍّ من هذا؟!
قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: الذي لا يقيل عثرةً، ولا يقبل معذرةً، ولا يغفر ذنباً.
ثم قال: ألا أنبئكم بشرٍّ من هذا؟!
قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ!
قال: مَن لا يؤمن شرُّهُ، ولا يُرجَى خيرُهُ ..“.
والتأملُ في هذا الحديثِ النبويِّ الشريفِ يكشف كم كان رسولُنا (صلى الله عليه وآله وسلم) حريصاً على أن يكونَ المسلمون على بصيرةٍ على مستوى المفاهيمِ ليمتاز صوابُها من خطئِها، وعلى مستوى التطبيقِ ليكونَ العارفُ بهذه المفاهيمِ أهلاً لأن يصيبَ الحقَّ ولا يخطئَهُ، ويعرف الباطلَ فيتجنبَهُ.
وقد تضمن هذا الحديثُ عدداً من البصائرِ:
أولها: التقوى
وذلك أنه لا أحدَ من الناسِ إلا وهو يتمنى أن يكونَ أكرمَ الناسِ وأنبلَهم، لكنهم يختلفون جدَّاً في مفهومِ الكرامةِ، فبيَّن النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الصوابَ في ذلك بقولهِ “مَن أحبَّ أن يكون أكرمَ الناسِ، فليتق اللهَ“.
البصيرةُ الثانية: التوكل
وذلك أنه ليس أحدٌ من المؤمنين، إلا ويتمنى أن يكونَ تقيّاً بل أن يكونَ المقدمَ بينهم في ذلك، فبيَّن النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الطريقَ إلى ذلك هو التوكلُ على اللهِ؛ فإن بيدِهِ الأسبابَ كلَّها، فهو الحافظِ والناصرُ، وهو الرازقُ والوهابُ.
البصيرة الثالثة: الثقةُ باللهِ
وليس في الناسِ أحدٌ إلا وهو يحب أن يكونَ غنيّاً، لكنهم يختلفون أشدَّ الاختلافِ في تعريفِ الغنى، وفي السبيلِ إليه، والغايةِ منه، فبيَّن النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الصوابَ في ذلك كلِّهِ بقولِهِ “ومَن أحبَّ أن يكونَ أغنى الناسِ فليكن بما عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ أوثقَ منه بما في يدِهِ“.
ثم إن النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) – أيها المؤمنون – انتقل إلى بيانِ بصائرَ في ما ينبغي الحذرُ منه، منطلقاً من قاعدتين:
أولهما: أن في الناسِ أخياراً وأشراراً، والخيرُ والشرُّ في هؤلاء وأولئك مستوياتٌ.
ثانيهما: أن الحاضرين عنده كانوا يرغبون في الكمالِ ويتمنون الخلاصَ من السوءِ.
وهاتان القاعدتان يفترض أن تكونا موجودتين في نفسِ كلِّ سويٍّ من الناسِ، وأسأل اللهَ أن نكونَ وإياكم من الأسوياءِ.
وأما البصائرُ، فهي:
أولاً: حبُّ الناسِ، وحسنُ التعاملِ معهم
وقد بيَّن النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه البصيرةَ بقولِهِ “ألا أنبئكم بشرِّ الناسِ؟! قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: مَن أبغض الناسَ وأبغضه الناسُ“. والبصيرةُ التي يشيدها الرسولُ (صلى الله عليه وآله وسلم) هنا هي: أن على الإنسانِ أن يجتهدَ في التعاملِ الحسنِ مع الناسِ حتى يحبوه، ولن يحسنَ التعاملَ معهم حتى يحبَّهم، فمَن أبغض الناسَ أساء التعاملَ معهم، ومَن أساء التعاملَ معهم أبغضوه، ومَن كان كذلك كان شرَّ الناسِ.
ومن المعلومِ أن الإنسانَ السويَّ لا يحب شريراً ناهيك عن أن يكونَ شرَّ الناسِ.
البصيرة الثانية: الرحمة والتسامح
وقد بيَّن النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أن هناك مَن هو شرٌّ ممن يبغض الناسَ ويبغضونه، وهو الإنسانُ الحاقدُ، الذي يتسمر عند ما يقع في حقِّهِ من الأخطاءِ ولا يتجاوز عنها حتى عند الاعتذارِ منها، حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم) “ألا أنبئكم بشرٍّ من هذا؟! قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: الذي لا يقيل عثرةً، ولا يقبل معذرةً، ولا يغفر ذنباً“.
فنحن نعلم جميعاً أن الأخطاءَ المقصودةَ وغيرَ المقصودةِ قد تقع من هذا وذاك من الناسِ، وأن من النبلِ أن يَعتذرَ منها مَن قارفها، ومن النبلِ أن يُقبلَ اعتذارُهُ الصادقُ منها، فمَن لم يَقبل اعتذارَ معتذرٍ، ولا يُقيل عثرةَ عاثرٍ، يفتح بابَ أحقادٍ تتسع لتُلحقَ الضررَ بالجميعِ.
ولسنا بحاجةٍ إلى التنبيهِ إلى أن للأبوين خصوصيةً في هذا البابِ حتى إن اللهَ تعالى قال ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ﴾ [العنكبوت: 8-9]، فالإحسانُ إليهما والبرُّ بهما مطلوبٌ حتى في حالِ إسائتِهما.
البصيرة الثالثة: إشاعةُ الأمنِ بين الناسِ، وفعلُ الخيرِ
وهذا يعني أن في الناسِ مَن يغلبُ الشرُّ فيه حتى لا يأمنه الناسُ على مالٍ أو عرضِ أو أرضٍ، ويغيب الخيرُ فيه حتى لا يُتوقع منه خيرٌ في قولِ ولا فعلٍ، فهذا شرٌّ أهلِ الشرِّ.
وفي هذا قال النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) “ألا أنبئكم بشرٍّ من هذا؟! قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: مَن لا يؤمن شرُّهُ، ولا يُرجَى خيرُهُ ..“.
ورعايةُ حقِّ الأبوين هنا أوجبُ وألزمُ، فإن اللهَ تعالى يقول ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 23-24]
فهذه – أيها المؤمنون والمؤمناتُ – ستُّ بياناتٍ تصنع البصيرةَ في الإنسانِ ﴿.. لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق: 37].
جعلنا اللهُ وإياكم من ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَهُ، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
***
اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.
اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.
اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين.
اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.
اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمورِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، يا كريمُ.
وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.