حديث الجمعة

«زينة المتقين (17) – واستفرغ أيامي في خلقتني له» يوم الجمعة 19 ربيع الأول 1447 هـ

نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «زينة المتقين (17) – واستفرغ أيامي في خلقتني له» يوم الجمعة 19 ربيع الأول 1447 هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

ربي اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم.

عباد الله وصيكم ونفسي بتقوى الله.

ولا يزال حديثنا عن زينة المتقين كما صوّره لنا إمامنا علي بن الحسين السجاد عليه أفضل الصلاة والسلام في دعائه في طلب مكارم الأخلاق ومرضي الأفعال، وبلغ بنا الحديث لقوله: واستفرغ أيامي فيما خلقتني له.

ماذا يعني أن يستفرغ الله عز وجل العبد فيما خلقه له؟

مسائل كثيرة يمكن أن تُتناول تحت هذه الفقرة، وأقف عند محطتين أساسيتين:

  1. استفراغ الأيام

  2. الغاية من الخلق

نحن البشر نقيس عقل العاقل بالغايات التي يحددها لأفعاله وأقواله، فكلما كان الإنسان أعقل كانت غايته أرقى وأسمى. فإذا كان طموحه صغيراً اتهمناه بالجهالة وقصور العقل. لذلك لا نعتب كثيرا على الأطفال الصغار حينما يشتغلون باللهو واللعب لأن هذا ما يناسب عقله. لكن إذا رشود وكبر أو ارتفعت سنه نعيب عليه أن يشتغل بما يشتغل به الأطفال الصغار! فإذا زاد عمره تقدم كثيرا يشتد اللوم عليه لو بقي على تلك الحال.

فكيف يجب أن نقرأ فعل الله عز وجل وهو خالق العقل وخالق العقلاء؟

لا يمكن أن يكون الله عز وجل عابثًا فيما يخلق. فلما خلق الله عز وجل الناس وآتاهم ما آتاهم من القدرات، فلابد أن له غاية. وقد كفانا عز وجل مؤونة البحث عن هذه الغاية فيما ذكره في آيات كثيرة.

فمثلًا حينما يقول: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، هنا يحدد الله عز وجل الغاية التي من أجلها خلق الناس:

  • ليس من أجل أن ينتفع هو، فإنه الغني الحميد.

  • وإنما من أجل أن ينتفع الإنسان.

يعني أن الإنسان لم يخلقه الله عز وجل ليعبث، وإنما ليستثمر عمره ويستفرغ أيامه فيما يصب في مصلحته، فيجلب لها الخير ويدفع عنها الضر. وإن لم يفعل، فإن الله عز وجل سائله.

لذلك حينما نقرأ في الحديث الشريف الحث على استغلال العمر: (الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما)()، لا ينبغي للإنسان أن يفرط في وقته. هذا أمر مهم فيما يتعلق باستفراغ الأيام. فالأيام المقصود بها ليس اليوم في مقابل الليل، أي النهار في مقابل الليل، ولا اليوم في مقابل يوم والأشهر والسنين وإنما العمر أيامك، يعني عمرك.

والشاعر يقول:

دقات قلب المرء قائلة له *** إن الحياة دقائق وثواني

قد ينتصر الإنسان لنفسه في ثانية في دقيقة فيكسب عمره ويحقق نتائجه في تلك اللحظات، كما حصل لسحرة فرعون. وقد يهلك الله عز وجل أقواما لأنهم خسروا حياتهم في الثواني الأخيرة؛ كانت مسيرتهم حسنة لكن لم يتموا السباق على ما ينبغي أن ينتهوا إليه.

يقول الله عز وجل: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 1-3].

يضع لنا هذه المحددات الأربعة: إيمانك عملك الصالح (فيما يتعلق بك كشخص). فإذا كنت في جماعة فيجب عليكم أيها الناس أن تتواصوا بالحق، يعني أن يؤكد كل واحد منكم على شريكه في المجتمع على أن يصير على مسيرة في مسيرة الحق، فلا يزيغ عنها يميناً ولا شمالاً، لا يتخلف عنها في فعله ولا في قوله، لا مع من يحب ولا مع من يكره. يجب أن يكون الحق منهاجه وصراطه.

وبطبيعة الحال، فإن هذا ليس بالأمر الهيّن، بل فيه من المشقة ما فيه، لأن كثيراً من الناس لن يكونوا شاكرين، ولن يعينوا الإنسان على أن يكون من أهل الحق، بل سيسعون بشكل حثيث إلى أن يسحبوه ويجروه إلى مستنقعاتهم.

لذلك يأتي السياج الرابع وهو أن يتواصى الناس فيما بينهم بالصبر، لأن الإنسان لكي يطيع الله لا يستغني عن الصبر، ولكي يتجنب المعصية لا يستغني عن الصبر، ولكي يكون من أهل الإيمان لا يستغني عن الصبر.

قد يأتي الضغط عليه حتى لا يسير في طريق الحق من قريب له أو بعيد عنه، ممن يحبه أو لا يحبه، ممن يحسن نصحه أو لا يحسن. فإن هناك فئات من الناس يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، لأنهم لا يفقهون ولا يعلمون. فإذا كان لا يعلم ويحسب أنه يعلم، وهو لا يفقه ويحسب أنه يفقه، لا يدرك من الذي له، ومن الذي عليه، ثم يتقدم إلى نصح الآخرين، قد يأخذ بهم إلى الهاوية من حيث لا يشعر، ومن حيث يحسن الظن.

وفي آية أخرى يقول الله عز وجل، ويبيّن للناس أنهم على خطر عظيم، وأن الله عز وجل كما قدمنا في الحديث السابق سيسأل المرسلين والمرسل إليهم عن كل صغيرة وكبيرة ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: 1-8].

فما دمنا محاسَبين على الذرة من أعمالنا أي على منتهى الصغر من أعمالنا ، في السر وفي العلن، نكون مسؤولين عنها. والنبي صلى الله عليه وآله يقول في الحديث المعروف: (كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته)().

ولكن الله عز وجل أمر الزوجة يجب أن تحسن إليها وتحسن ولايتها، هي أيضاً مسؤولة عنك باعتبار آخر لأن الزوج قد يدفع زوجته إلى المعصية وقد تدفعه هي إلى المعصية. وكذلك الحال بالنسبة إلى الولد بدعاوى متعددة وعناوين مختلفة. ينبغي للإنسان أن يكون من أهل الحق أولاً، وأن يصبر ويستبر على أن يكون من أهل الحق ويعين أهله على أن يكونوا مثله.

في هذا الباب روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (طوبى لمن طال عمره وحسن عمله فحسن منقلبه إذ رضي عنه ربه)(). هذه فئة إذا وفقك الله عز وجل أن يطول عمرك وأن يكون عملك في هذا العمر الطويل صالحاً، فإن العاقبة الحسنة مضمونة لك. أما إذا لم يكن الإنسان كذلك نعوذ بالله يقول النبي صلى الله عليه وآله وفقا لهذا الحديث: ويلٌ لمن طال عمره وساء عمله فساء منقلبه إذ سخط عليه ربه عز وجل().

من منا يحتمل أن يسخط الله عز وجل عليه؟

السماوات والأرض لا تستطيع ولا تتحمل سخط الله عز وجل. ومن منا لا يطمح أن يرضى عنه ربه لتكون العاقبة الحسنة له فيدخله جنة عرضها السماوات والأرض، يعني يغبطه عليها كل أحد من الناس.

فإذاً هذا فيما يتعلق باستفراغ الأيام: ينبغي للإنسان أن يستغل وقته ويحسنه. أما أن يعبث بوقته فيظن أنه نريد، يقول لك (نقضي فراغاً من الوقت!).

لا ينبغي للمؤمن أن يكون عنده فراغ، كل عملك يجب أن تحسب له حساباً دقيقاً لأنه رصيدك.

يعني تصوروا أن بائعاً للثلج تحت الشمس كل دقيقة هو قلق لأنه يحرص على أن يأتي الزبائن فيشتروا هذا الثلج، أما إذا لم يشتري واحد منهم الثلج هذا القالب من الثلج الذي كان وزنه عشر كيلو بعد نصف ساعة قد يتقلص إلى ثلاثة أرباع. فإذا طالت المدة وتحول إلى النصف، فإذا لم يأتي الزبائن بعد ساعة أو ساعتين لن يبقى له رأس مال.

لذلك رأس مالك أيها الإنسان ليس مالك، ليس جاهك، وليس حسبك ولا نسبك، ولا محبة الناس لك، رأس مالك الذي يعلي درجتك عند الله عز وجل: إيمانك وعملك الصالح، فيجب على الإنسان أن ينحت في الصخر ليرسخ إيمانه فيكون مستقراً لا مستعاراً.

الذين أعيروا الإيمان يكونون مؤمنين في فترة من حياتهم، لكن لا يظلون كذلك، لا يبقون أمام مغريات الحياة وأمام الضغوطات، يتآكل إيمانهم فيتلاشى فلا يبقى شيء عندهم كما يذوب هذا القالب من الثلج.

الأمر الثاني هو عملك الصالح

تستطيع أن يجتمع مجموعة من النساء ومجموعة من الشباب والرجال في ديوانية أو في مجلس لكن عليهم أن يحرصوا ويحسبوا أن الله عز وجل محاسبهم على هذا المجلس إن نووا فيه نية حسنة أن يدخل أحدهم السرور على الآخر بالحق لا بالباطل أن يستزيدوا في مجلسهم هذا ما ينفعهم لا ما يضرهم سيكون هذا المجلس طاعة لله عز وجل.

أما إذا كان نعوذ بالله قد اشتغلوا فيه بالمعصية فسيكون وبالا عليهم وأما إذا لم يشتغلوا فيه بالطاعة ولم يشتغلوا فيه بالمعصية فسيكون حسرة عليهم! سيتبين لهم أنهم قضوا اليوم واليومين والشهر والشهرين ثلاث ساعات حينما يأتون ويفدون على الله عز وجل يوم القيامة ينظروا في سجلهم هل هذا يعد من الصلاة؟ لا. هل هذا يعد من الصوم؟ لا. هل هو من الحج؟ لا. هل هو من الزكاة؟ لا. طلبتم العلم فيه؟ لا. فعلتم فيه شيئا من الطاعة؟ لا. نعم لم نعص الله لكن لم نستثمره استثماراً حسناً.

لذلك ينبغي أن نوصي أنفسنا ونتواصى أيها المؤمنون أن لا تضيع أوقاتنا وأن لا تضيع أعمارنا فيما لا يعد رصيداً لنا عند الله عز وجل.

دخل أحدهم على الإمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام، فسأله مجموعة من الأسئلة، فأجابه الإمام، لكنه عقب بعد سؤاله وطلب منه: (إن لم يكن عندك أسئلة فأنا ضنين بوقتي) أنا حريص على وقتي، وقتي هذا لن أتلفه. (إن سألني سائل فسأجيبه إن أراد أن يتعلم) أعلمه أما إذا لم يكن قد جاء لهذا الغرض أو لذاك، (مما لا يعد طاعة لله عز وجل فهو متلفة لوقت الزائر والمزور في نفس الوقت)(). فينبغي أن ننتبه لهذا المعنى.

الله عز وجل خلق الناس من أجل هذا، ذكّرنا أنه إنما خلقهم من أجل أن يعبدوه. وفي الرواية عن الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام (أن يعرفوه) لأن الناس بمقدار ما يعرفون الله يعبدونه. فإذن العبادة هي هدف الوسيط، يعني هدف على المستوى المتوسط والمدى المتوسط المدى الأبعد. يقول الله عز وجل: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9].

فالميزان عند الله عز وجل هو العلم وعدم العلم؛ لأن من يعلم ماذا يقول الله عز وجل عنه؟ ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]  كلما زاد علم الإنسان ومعرفته بربه خشي الله، فإذا خشي الله عز وجل استزاد من طاعته.

لذلك الإمام عليه الصلاة والسلام ماذا يقول؟

(واستفرغ أيامي فيما تسألني غدا عنه).

لاحظوا ماذا يقول الله عز وجل في سورة الكهف يأمر رسوله أن يقول: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ ﴾ [الكهف: 110]  أَنْ يَطْمَئِنُ بِأَنَّهُ وَيُوْقِنْ بِأَنَّهُ سَيَفِدُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ مَوْتِهِ، ماذا سيفعل هذا؟ ﴿فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110].

الشرك ليس بالضرورة أن يجعل الإنسان بين يديه صنماً يسميه هبل أو اللات أو العزى. قد يجعل الإنسان إلهه صنماً يعبده من دون الله، يقول الله عز وجل عن صفةٍ عن فئةٍ من الناس (﴿اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾ [الفرقان: 43، الجاثية: 23] .

حينما يعرض على الإنسان حكم الله، ويميل إلى ما يضاد حكم الله، فيغلِّب ما تشتهيه نفسه على حكم الله عز وجل، فإن هذا يعبد صنماً يسميه الأنا، يسميه الهوى. كيف يستطيع الإنسان أن يتخلص؟ بزيادة منسوب معرفته إلى الله عز وجل، فإذا عرف أن الله عز وجل هو الغني والحميد، وأن الله عز وجل هو القادر المقتدر، وأن الله عز وجل هو العدل الذي لا يجور، وأن الله عز وجل هو الذي يملك الدنيا والآخرة، وأن الخير منه والشر لا يصل إليه، في تلك الحال يعرف من نفسه أنه الفقير الحقير الذي لا يستطيع أن يستغني عن الله عز وجل وبالتالي هو بأمس الحاجة إلى أن يفد على الله عز وجل راضيًّا مرضيًّا ذا نفسٍ مطمئنّة. فإذا كان من هؤلاء يخاطبوه الله عز وجل ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴾ [الفجر: 27-28].

رُوي عن الإمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام الذي مرت علينا ذكرى ولادته مع ذكرى ولادة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أنه قال: (إذا خالطت الناس فإن استطعت ألا تخالط أحدا من الناس إلا كانت يدك العليا عليه)(). كن أنت الأفضل عليه، كن أنت الأفضل منه، الأشد صلاحا منه، الأشد علماً منه، الأفضل تعبداً لله عز وجل منه.

قال: (إِن كَانَتْ يَدُكَ الْعُلْيَا عَلَيْهِ فَافْعَلْ فَإِنَّ الْعَبْدَ يَكُونُ فِيهِ بَعْضُ التَّقْصِيرِ مِنَ الْعِبَادَةِ وَيَكُونُ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ) (). هذه واحد من أسباب التفضل والفضل على العباد. قد لا تغلبه في عبادته، ولا تغلبه في شيئاً من شؤون الدنيا، لكن تستطيع أن تكون أحسن أخلاقاً منه. هذا سيكون رصيداً لك، يدخلك الجنة وإن قصرت في الصلاة والصيام، لكن حسن الخلق يذهب بالخير كله. قال: (وَيَكُونَ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ فَيُبَلِّغُهُ اللَّهُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ) ()..

في دعاء كميل نقرأ فقرة، في آخر الدعاء، ماذا يسأل الإمام علي عليه أفضل الصلاة والسلام في هذا الدعاء الذي عرف بدعاء كميل لأنه يرويه عنه قال: (أسألك بحقك وقدسك وأعظم صفاتك وأسمائك أن تجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة، وبخدمتك موصولة، وأعمالي عندك مقبولة، حتى تكون أعمالي وأورادي كلها وردًا واحدًا، وحالي في خدمتك سرمدًا)().

كيف خدمة الله عز وجل؟

أن تكون عبدًا صالحًا فلا تنطق إلا بما يريده الله، وما يرضاه الله عز وجل، وأن تعفّ في نفسك في أفعالك، في أقوالك، فتعرف ما الذي يريده الله عز وجل ويرضاه فتقدم عليه، وإذا عرفت أنه مما لا يرضاه الله عز وجل تحجم عنه، بالغا ما بلغت المكاسب والفوائد التي تترتب عليه. في مثل هذه الحالة يتحقق دعاؤك الذي دعا به الإمام السجاد عليه السلام (واستفرغ أيامي فيما خلقتني له).

نسأل الله عز وجل أن نكون وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.   

اللهم صل على محمد وآل محمد.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن، صلواتك عليه وعلى آبائه، في هذه الساعة وفي كل ساعة، ولياً وحافظاً، وقائداً وناصراً، ودليلاً وعيناً، حتى تسكنه أرضك طوعاً، وتمتعه فيها طويلاً.

اللهم انصر الإسلام والمسلمين، واخذل الكفار والمنافقين.

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءنا، وأصلح ما فسد من أمر ديننا ودنيانا، ولا تخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا يا كريم.

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *