حديث الجمعة

«الاستقامة والتقويم (٢)» يوم الجمعة ١٩ رجب ١٤٤٤ هـ

نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «الاستقامة والتقويم (٢)» يوم الجمعة ١٩ رجب ١٤٤٤ هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّد الخلق وأشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين. 

 

ربّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدةً من لساني يفقه قولي، 

 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين. 

 

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله، 

 

ومن تطبيقات التقوى ومعانيها أن يكون الإنسان مُستقيماً ساعياً في أن يقوّم غيره، وهذا ما كلّفنا الله -عز وجل- به في كلّ ما ذكره في القرآن الكريم والسنة المطهرة. تقدَّم بعض الحديث ونكمل في ذلك يقول الله -عز وجل- { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: ٣٠].

 

هناك قواعد ثلاث يجب أن تُلاحظ فيما يتعلق بتعاملنا الفكري والعملي مع الآيات القرآنية وما جاء في السنة المطهرة.

 

القاعدة الأولى: تؤكد أن هذا الإنسان -أنا وأنت وكل من هم في هذا الوجود- يعيشون حالة من الفقر الوجودي مهما بلغ الإنسان من الإمكانات والقدرات والعلم والعمل فلا يخرج عن دائرة كونه فقيراً إلى الله -عز وجل-، لذلك يقول -سبحانه وتعالى- {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: ٨٥]. ويخاطب نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو أكمل الموجودات وليس أكمل البشر فقط. أكمل من خلق الله -سبحانه وتعالى- نبينا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) يخاطبه بقوله {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: ١١٤]. ويؤكد في القرآن الكريم على أن العلم هو أفضل ما يمكن أن يتزوّد به الإنسانُ من أجل بلوغ الكرامةِ عنده -سبحانه وتعالى- فجعل من يعلم خيراً ممن لا يعلم. فقال -سبحانه وتعالى- {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: ٩]. وجعل هذا هو المنطلق الذي يؤدي بالإنسان إلى أن يكون من أهل الكرامة عنده، حيث قال -سبحانه وتعالى- {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣]. فإذاً هذا الإنسان الفقير إذا أراد أن يكون كريماً، بل الأكرم عند الله فليتزوّد بالعلم وله وأتيح له أن يفعل ذلك لكنه لن يخرج عن دائرة كونه فقيراً إلى الله.

 

ولذلك نقرأ فيما جاء في القرآن الكريم على لسان نبي الله موسى حيث يقول {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: ٢٤]. فإذاً كان موسى وهو واحد من الرسل أولي العزم يُقرِ على نفسه بالفقر والحاجة إلى الله، فنحن من باب أولى أن نقر على أنفسنا أننا فقراء إلى الله، وهذا ما يقرره القرآن الكريم بنص صريح فصيح حيث يقول -عز وجل- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: ١٥].

 

لذلك حينما نقرأ في القرآن الكريم ونتلو ذلك يومياً عشر مرات على أقل التقارير ونقول: {الحمد لله رب العالمين} يعني أننا نقر بأن الفضل كله والخير كله والجمال كله والجمال والكمال كله، إنما هو في الله- عز وجل- ترشح منه فالحمد له أولاً وآخراً. حتى أن أهل الجنة إذا وفدوا على الله -عز وجل- مكرمين معززين يقولون {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَ ٰ ذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: ٤٣]. هذه قاعدة، فإذاً قاعدة الفقر أو فقر الإنسان والموجودات إلى الله لا يجوز لأحد أن يستخف بها، فيظن أنه قادراً على أن يستوعب كل شيء. الإنسان إذا كان فقيراً وعاجزاً في ذاته أمام الله- سبحانه وتعالى- فستخفى عليه أشياء كثيرة.

 

القاعدة الثانية: هي أن هذا الكون هذا الموجود أو الموجودات كلها يحكمها قانون يقسمها إلى شطرين اثنين، ملكٌ وملكوت. المُلك: هو ما نشاهده، وما نسميه بعالم الشهادة ولا نحيط به كله وقوله -عز وجل- {وَمَا أُوتِيتُم مِنْ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: ٨٥]. يتكلم عن ليس عن العالم الغيب بل عن عالم الشهادة، أنتم ما أوتيتم من العلم إلا قليلا. فكيف بعالم الغيب؟ عالم الغيب هو  عالم الملكوت، العالم الذي لا نشاهده. والذي لأننا فقراء نحتاج إلى الله -عز وجل- أن يزودنا من العلم به ما نحتاجه. هذا أمر مهم لذلك يصف الله -عز وجل- المتقين بأنهم يؤمنون بالغيب ويجعل ذلك مائزاً مهما لهم.

 

القاعدة الثالثة: هي أن هذا الغيب لا نحيط به إلا بقدر ما يترشحُ من الله -سبحانه وتعالى- علينا فلا نستغني عن مصادر التلقي من الله -عز وجل- في الإحاطة بالغيب قدر ما يتيسر لنا أن نحيط به. لذلك تبقى نقاط غامضة كثيرة ليس لنا إلا أن نسلم لله -عز وجل- فيها تسليماً مطلقاً. ومن ثم يؤدبنا الله- عز وجل- بالقول {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: ١٩]. 

الإسلام لا يعني أن يقول الإنسان أنا مسلم في مقابل النصارى، أنا مسلم في مقابل اليهود، أنا مسلم في مقابل الملاحدة، هذا جزء. لكن مطلوب من النصراني واليهودي وكل الناس أن يتدينوا بدين الله يعني أن يستسلموا لله- عز وجل-. فمن كان معاصراً لنوح في زمنه، يجب عليه أن يستجيب لما يدعوه إليه نوح؛ لأنه الداعي إلى الله، ومن بعده إبراهيم، يجب أن لكي يكون الإنسان مسلماً. وفي زمن نوح كان المؤمنون به مسلمين. وفي زمن إبراهيم من أراد أن ينخرط في دين الله فيسمى مسلماً أن يستسلم ويسلم لإبراهيم -عليه السلام- وعلى هذا القياس بالنسبة إلى موسى وعيسى وانتهاء بخاتم النبيين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). لا يمكن للإنسان أن يكون مسلم لله إلا أن يسلم بما جاء به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باعتبار أن هذا أبرز مصاديق الاستقامة أبرز مصاديق الاستقامة والخروج عن حالة الاعوجاج. 

 

المستقيم يعني؛ الذي يسير في الدرب الذي ينتهي به إلى الغاية المطلوبة. أما المعوج والطريق العوج هذا هو الذي لا يؤدي بك الى نتيجة سواء كان طريقاً مستقيماً بالمعنى الهندسي والرياضي أو غير مستقيم؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- أحياناً يقول: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: ١١٥]. لأنه ليس مطلوباً منا أن نتجه بوجوهنا دائما في كل الحالات. في الصلاة مطلوب منا أن نتوجه إلى شطر المسجد الحرام إلى الكعبة المشرفة، لكن في غير الصلاة يجب أن تكون متوجها إلى الله -عز وجل- في قولك وفي فعلك في قيامك في قعودك. وهذا واحد من أبعاد ما أدبنا الله -عز وجل- عليه في الصلاة أننا في أثناء القيام نقول بحول الله وقوته أقوم وأقعد، مع أن هذه حركة يظن كثير من الناس أنها بسيطة. يحمل أثقال، هل يحتاج أن يقول بحول الله وقوته أقوم وأقعد؟ نعم. لولا أن الله -عز وجل- يزودك بالحول والقوة لما تمكنت أن تنطق بالحرف. الذين يبتلون بالجلطات من الله -سبحانه وتعالى- على جميع المرضى بالصحة والعافية، ما الذي يعاني؟ لا يسقط عليهم طن من الحديد ولا طن من الخشب ولا شيء ؛ وإنما هي جلطة صغيرة بسيطة تخثر في الدم لا يكاد يرى، لا يستطيع معه أن ينطق، لا يستطيع معه أن يحرك يده، أو كلتا يديه أو قد يصاب بالشلل أو قد يموت بشكل كامل. ما الذي أصابه؟ لأنه ضعيف. فيجب على الإنسان أن يتواضع لله -سبحانه وتعالى-.

 

فإذاً بهذه القواعد الثلاث إذا راعيناها يمكن لنا أن نستلهم خط الاستقامة. لذلك الله -سبحانه وتعالى- ماذا يقول؟ في القرآن الكريم وفي الآية التي يجب علينا أن نقرأها في سورة الفاتحة في كل يوم {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: ٦]. افتتاح الصلاة بالتكبير يعني أن تقر أيها المصلي بأن الله هو الكبير، الكبرياء لله ليست لك أيها الإنسان. تستقبل القبلة يعني تقر بأنك عبد لله. تركع وتسجد يعني أنك تخضع لله -عز وجل-، هذا إذا أدركنا روح الصلاة وأخرجناها عن كونها عادة وتمثلنا حقيقة العبادة فيها لنكون عباداً صالحين له -سبحانه وتعالى-. 

 

إذا طرأ على الإنسان شيء من الخلل ومن الحاجة، فكرية ثقافية نفسية علمية اجتماعية ماذا ينبغي أن يفعل؟

أشرنا في الحديث السابق أن أمير المؤمنين -عليه أفضل الصلاة والسلام- في وصيته للإمام الحسن وهي وصية لنا ولأبنائنا ولكل من يريد جوامع الكلم. يقول: «واعلم يا بني أن أحب ما أنت آخذ به إلي من وصيتي تقوى الله» أن يكون الإنسان متقياً، هذا هذا عنوان الاستقامة «والاقتصار على ما فرضه الله عليك» لا تلزم نفسك بشيء لم يرده الله -عز وجل- منك لأنك لو التزمت بشيء لم يرده الله -عز وجل- منك سيكون على حساب ما أراده الله -عز وجل- منك. لذلك تجد كثيراً من الناس الذين يشتغلون بما يلهيهم عن الله -عز وجل- سيفاجئهم إذا انتقلوا إلى عالم الغيب أن أعمارهم فاتت فيما لا نفع فيه ونعوذ بالله أن يكونوا من المجرمين فيقولون عند الاحتضار {رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تركة} [المؤمنون: ٩٩-١٠٠]. يقال له كلا! الفترة الزمنية الفرصة التي أتيحت لك أيها الإنسان محدودة ومن لطف الله -عز وجل- بنا أن أخفى علينا لحظة الأجل ونهاية العمر؛ لأن الإنسان لو كان يعرف أنه سيعيش ٦٠ سنة سيظن أن عنده مجال إلى ٥٩ سنة ويتيسر له أن يفعل ما يشاء السنة الأخيرة يتوب إلى الله ويعمل صالحا فيقول حللنا المشكلة! من لطف الله -عز وجل- بناء جعل كل واحد منا يتوقع أن الفرصة المتاحة له يمكن أن تمتد ويمكن أن تقصر. وقد يكون القصور فيها، وهذا ما ينبغي أن يفعله الإنسان «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا» فيقول: «والاقتصار على ما فرضه الله عليك والأخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك». باعتبار أن آباء الإمام الحسن -عليه أفضل الصلاة والسلام- جميعهم من المؤمنين والأولياء الصالحين والأنبياء. «والصالحون من أهل بيتك» الخطاب لأنه للإمام الحسن لكن يستطيع أن يطبقه كل شخص قد لا ينتسب نسبياً إلى هذه السلالة الطاهرة لكن الوصية متجهة لهؤلاء وهؤلاء. «فإنهم لم يدعوا انظروا لأنفسهم كما أنت ناظر وفكروا كما أنت مفكر، ثم ردهم آخر ذلك». يعني نهاية ما فكروا فيه زبدته هذه خلاصته «إلى الأخذ بما عرفوا والإمساك عما لم يكلفوا»

 

لاحظوا الإمام الصادق -عليه أفضل الصلاة والسلام- ماذا يروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن من عوامل تحقيق الاستقامة. قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «مشاورة العاقل الناصح» ومشاورة العاقل الناصح تأخذ أكثر من شكل. تعرف شخص عاقل تستفيد منه، عاقل بالمعنى الصحيح. العاقل الذي يكون له دين ويدخل به الجنة ليس العاقل يساوي الأذكياء. كثير من الأذكياء مجرمون كثير من الأذكياء منحرفون. كثير من الأذكياء بلغت بهم الشيطانة أن زاحموا الشيطان في شيطنته، ليس هذا هو المقصود! المقصود بالعاقل ما شرحه أمير المؤمنين في كلمة له «العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان». فيقول النبي (صلى الله عليه وآله): «مشاورة العاقل الناصح» مباشرة من خلال درسه من خلال موعظته من خلال كتابه لذلك لا ينبغي للإنسان أن يصادق الحمقى أيا كان والحمقى كثيرون. حتى أن الدول هذه الأيام أصبحت تفكر كيف نمنع العابثين من شغل وسائل التواصل الاجتماعي لانت السفاهات كثيرة والسفهاء كثير كثيرة كيف ينبغي للإنسان أن يتبع هؤلاء أو ينتقي ما ينفعه، ينتقي ما يستفيد منه «مشاورة العاقل الناصح رشد ويمن، وتوفيق من الله»

 

ذكرنا في الأسبوع الماضي أن الإمام الجواد -عليه أفضل الصلاة والسلام- يذكر أن المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله، هذه واحد من مظاهره. «فإذا أشار عليك الناصح العاقل» مباشرة تسمعه تقرأ له فاياك والخلاف وأمير المؤمنين -عليه أفضل الصلاة والسلام- ورسول الله قبله والائمة من بعدهما أن لم يتعامل معهم الإنسان على انهم ائمة منصوبون من الله -عز وجل-  فليتعامل معهم على أنهم عقلاء! مروا بتجربة ناجحة تجربة ناضجة تمثلوا العقل في سلوكياتهم صاروا عقلا ممثلا ومجسدا، ينبغي أن يتعامل معهم على هذا الأساس فيستفيد منهم. «فإياك والخلاف فإن في ذلك العطب» العطب يعني الهلاك يعني الشقاء، هذا جانب مهم. 

 

ثم يقول أمير المؤمنين -عليه افضل الصلاة والسلام- «فإن أبت نفسك» يمكن واحد يقول أنا لا أريد أن أعتمد على غيري، أريد أن أعتمد على نفسي، الباب مفتوح لكن بشروطه التي إذا أخل بها الإنسان لم يوفق ولن ينال توفيق الله -عز وجل-. فيقول: «فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا فليكن طلبك ذلك بتفهم وتعلم، لا بتورط الشبهات وعلو الخصومات» [نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) – ج ٣ – الصفحة ٤٢]. يذكر الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام أمراً مهما أو أمرين مهمين «وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك والرغبة إليه في توفيقك» وهذا انطلاقاً من القاعدة الأولى التي ذكرناها الشعور بالحاجة والفقر إلى الله -سبحانه وتعالى-. {اهدنا الصراط المستقيم}. وعلي عليه -أفضل الصلاة والسلام- يقول في كلمة رائعة له في إحدى مواعظه التي صدح بها بين الناس «أيها الناس إنه من استنصح الله وفق، ومن اتخذ قوله دليلا هدي للتي هي أقوم». من يطرق باب الله -سبحانه وتعالى- لن يرده الله -عز وجل- وهذا مأخوذٌ من قول الله -عز وجل-: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: ٦٩] أما إذا كان هناك إنسان يقول أنا قادر أنا لست بحاجة الى الله! لا أحتاج الى كتاب الله فاتلوه! ولا أحتج إلى آيات الله فأتدبرها! أنا قادر أنا عندي عاقل أليس ألم يخلق الله عندنا عقولاً كما يقول هؤلاء؟ بلى خلق الله -سبحانه وتعالى- عندك عقول! لكن هذا العاقل ألا يحتاج مثلا ما يحتاج النجار إلى مطرقة؟ ألا يحتاج الى مواد خام يتعامل معها كالأخشاب؟ ألا يحتاج إلى الأدوات؟ القرآن الكريم أبلغ من هذا والسنة المطهرة أبلغ من هذا وأكبر. ثم يقول أمير المؤمنين -عليه أفضل الصلاة والسلام- «وترك كل شائبة أولجتك في شبهة، أو أسلمتك إلى ضلالة»، فإذاً هذه أمور مهمة جداً 

 

هناك عدد من العوامل لكي يتمكن الإنسان أن يترك الشوائب والعوائق يجب أن يتخلص من هذه العوامل، وهذا ما نؤجل الحديث عنه الى أسبوع لاحق، نسأل الله -عز وجل- أن نكون وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

 

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، اللهم كن لوليك الحجةِ بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصرا ودليلاً وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً.

 

اللهم انصر الإسلام والمسلمين واخذل الكفار والمنافقين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وأغن فقرائنا وأصلح ما فسد من أمر ديننا ودنيانا ولا تخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا يا كريم، وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *