الدور النهضوي للمنتديات
الدور النهضوي للمنتديات
10/11/1444هـ
بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ، والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ الطيبينَ الطاهرينَ
قال اللهُ تعالى ﴿.. وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: 77].
بادئَ ذي بدءٍ أتوجه بالشكرِ الجزيلِ إلى إدارةِ هذا المنتدى على الدعوةِ الكريمةِ، وأتمنى أن تضيفَ مشاركتي فائدةً، ولو متواضعةً.
وأبارك لكم ذكرى ميلادِ الإمامِ عليِّ بنِ موسى الرضا (عليه السلام) الذي تصادف هذه الليلةُ ذكرى ميلادِهِ، كما هو شائعٌ.
وما أريد تناولَهُ في حديثي يدور حول (الدورِ النهضوي للمنتديات)، وأقول:
أولاً: إن مما يثلج الصدرَ أن يكونَ في مجتمعاتِنا مجالسُ عامرةٌ – بعناوينَ مختلفةٍ – يرتادُها أبناءُ المجتمع على اختلافِ أعمارِهم واهتماماتِهم؛ لما تحكيه من حالةِ ألفةٍ ومودةٍ بين المنتمِين لهذا المجتمعِ، ولِما يترتب عليها من منافعَ جمةٍ ليس من اليسيرِ حصرُها.
ثانياً: مع ما في هذه التجمعاتِ من إيجابياتٍ فإنها – كأيِّ نشاطٍ إنسانيٍّ – لا تستغني عن التحديثِ والتطويرِ فالقصورُ، والتقصيرُ، لازمان لغيرِ المعصومِ.
ثالثاً: إن مما يُحمَد في القائمين على هذه المجالسِ هو تحليهم – أو كثيرٍ منهم – بسمةِ الانفتاحِ على مختلفِ شرائحِ المجتمعِ من جهةٍ، وبصدقِ الانتماءِ لبيئاتِهم من جهةٍ ثانيةٍ، وبروحِ المسؤوليةِ من جهةٍ ثالثةٍ، الأمرُ الذي يسمح بتقديمِ المقترحاتِ البناءةِ إليهم، برجاءِ تلقيها وتفعيلِها إن كانت صالحةً.
ومن هذا المنطلقِ، أنبه إلى أن مجتمعَنا ليس بدعاً من المجتمعاتِ في التطلعِ إلى النهوضِ بواقعِهِ من السيءِ إلى الحسنِ، ومن الحسنِ إلى الأحسنِ. وهذا يتوقف – كما لا يخفى – على الوقوفِ على نقاطِ الضعفِ فيه، ومكامنِ القوةِ عنده.
وبملاحظةِ أن هذا المجتمعَ يزخر – بحمدِ اللهِ – بطاقاتٍ وكفاءاتٍ علميةٍ وعمليةٍ في مختلفِ الأصعدةِ، فإن عناصرَ النهوضِ متوفرةٌ إلى حدٍّ كبيرٍ، ولكن المؤسفَ أن نقولَ إنها غيرُ مستثمَرةٍ على النحوِ الأمثلِ.
فكثيرٌ من أبنائِنا وبناتِنا حظَوا – في العقودِ الثلاثةِ الأخيرةِ خاصةً – بمستوى تعليميٍّ متقدمٍ، في مختلفِ الحقولِ العلميةِ التي يُحتاج إليها في فعلِ النهوضِ الاجتماعيِّ الشاملِ.
لكن الملاحظَ أن كثيراً من هذا الكثيرِ مشغولٌ بهمومِهِ الشخصيةِ، ومستهلَكٌ في تحقيقِ أهدافِهِ الخاصةِ، وحتى لو أراد أن يتقدمَ بخدمةٍ عامةٍ فإنه لا يجد – حقّاً، أو قصوراً، أو تقصيراً – البيئةَ المساعدةَ والمناسبةَ للخدمةِ العامةِ.
والذي أحسبه أن المجالسَ العامةَ – ومنها هذا المنتدى وأمثالُهُ – قادرةٌ على المساهمةِ في سدِّ هذه الثغرةِ، عبر كثيرٍ من الخطواتِ.
وما أقترحه في هذا الصددِ، وأرجو أن أكونَ موفقاً، هو أن تتبنى هذه المنتدياتُ التواصلَ مع الكفاءاتِ العلميةِ في المجتمعِ، في مختلفِ التخصصاتِ الحوزويةِ والجامعيةِ، ومع الكفاءاتِ العمليةِ من رجالِ الأعمالِ الناجحين، وذوي التجاربِ، وكذلك العارفين بالتاريخِ المدونِ وغيرِ المدونِ، وغيرِهم؛ ممن يمكن أن يسهمَ في تحقيقِ النهوضِ العلميِّ والعمليِّ بالمجتمعِ؛ وذلك من أجلِ الارتقاءِ بمستوى المنتدياتِ، بما يمكن أن يتقدموا به من اقتراحاتٍ مفيدةٍ.
وإن من شأنِ هذا التواصلِ أن يتيحَ للقائمين على المنتدياتِ، ومن خلالِهم أبناءِ المجتمعِ كافةً، أن يتعرفوا أولاً على هذه الطاقاتِ، وأن يعرِّفوا بهم ثانياً. وبعد ذلك إتاحةِ الفرصةِ لهم للإسهامِ في الفعلِ النهضويِّ الشاملِ؛ عبرَ إدلاءِ كلٍّ منهم بما هو قادرٌ على تقديمِه من رؤى ومقترحاتٍ من خلالِ تخصصِهِ العلميِّ وخبرتِهِ وكفاءتِهِ.
والذي أرجوه من الاقتراحِ – لو قُبِل وفعِّل – أن ينتقلَ بهذه المجالسِ والمنتدياتِ من حالٍ إلى حالٍ. وستتجنب – بذلك – آفاتٍ فتاكةً:
الآفةُ الأولى: الرتابة
وأعني بالرتابةِ هو أن يتحولَ المجلسُ أو المنتدى إلى مكانٍ لا يرتقى المشاركون فيه، والمترددون عليه، من مستوى ثقافيٍّ كانوا عليه إلى ما هو أعلى منه، ولا يكونَ سبباً لإضافةٍ يعتد بها للمجتمعِ.
الآفة الثانية: الانزواء
وأعني بهذا أن يبقى المجلسُ منطوياً على مجموعةٍ خاصةٍ بمن يرتادونه دون الانفتاحِ على غيرِهم من منتدياتٍ ومجالسَ وأفرادٍ قد يكون لديهم من الاهتماماتِ والهمومِ والجهودِ تختلف قليلاً أو كثيراً عما هو لدى هذا المجلسُ والمنتدى، وبذلك يُحرم المجتمعُ من تعاونٍ بين مختلِفين في قدراتِهم واهتماماتِهم وإن كانوا مؤتلِفين ومتفقين على خدمةِ بيئتِهم.
الآفة الثالثة: الجهويةِ (الشللية)
وأعني بها شعورَ المشاركين في المجلسِ أو المنتدى بأنهم جماعةٌ خاصةٌ لا شأنَ لهم بالآخَرين؛ ممن لا يشاركون هذا المنتدى أو ذاك، ولا شأنَ للآخرين بهم، الأمرُ الذي يولد – مع تكريسِ الانزواءِ – الشعورَ بهويةٍ خاصةٍ يحرص متبنوها على حمايتِها، ولو على حسابِ المصالحِ العامةِ!
وإلى جانبِ التخلصِ من هذه الآفاتِ، وأمثالِها، فإن الذي أرجوه من وراء هذه الاقتراحِ – أيضاً – هو إشعارُ ذوي الكفاءاتِ دون استثناءٍ بأن تخصصاتِكم محترمةٌ، ومقدرةٌ، فالطبيبُ محترمٌ في علمِهِ بالطبِّ، وينبغي استثمارُ ذلك من خلالِ إتاحةِ الفرصةِ له بالحديثِ عما قضى شطراً يعتدُّ به من عمرِهِ في دراستِهِ، حتى صار مقدَّماً على غيرِهِ ممن لا يشاركونه التخصصَ العلميَّ نفسَهُ، وصار رأيُهُ يعتد به بأفضلَ مما يعتد برأيِ غيرِهِ من غيرِ أهلِ التخصصِ.
وقل مثلَ هذا في المتخصصِ في علومِ الحاسبِ الآليِّ، والمهندسِ المعماريِّ، والمؤرخِ، بل الميكانيكيِّ، والسباكِ، والكهربائيِّ، وغيرِهم من أهلِ الحرفِ، وبطبيعةِ الحالِ العالمِ بالدينِ وطالبِ العلومِ الدينيةِ.
وبإتاحةِ الفرصةِ لكلِّ ذي تخصصٍ من هؤلاء للحديثِ في تخصصِهِ، نجنب مجتمعَنا الفوضى التي يراد إيقاعُه فيها من خلالِ حديثِ جميعِ الناسِ في كلِّ شيءٍ، وقد قيل “مَن تحدث في غيرِ فنِّهِ أتى بالعجائبِ“.
وقد روي عن إمامِنا الجوادِ (عليه السلام) حكمةٌ رائعةٌ، تقول “لو سكت الجاهلُ ما اختلف الناسُ“().
فعالمُ الدينِ – مثلاً – يجب التعاملُ معه على أنه عالمٌ بالمعارفِ الدينيةِ من خلالِ ما تلقاه من علومٍ في الحوزةِ العلميةِ. لذلك، ينبغي أن يَقتصرَ في حديثِهِ على ما هو أهلٌ في الحديثِ عنه، وهو معارفُ الدينِ وعلومُهُ، وفي حدودِ ما يتناسب وإحاطتَهُ العلميةَ، فالعلمُ بالدينِ مراتبُ، والعلماءُ بها طبقاتٌ، فإن تناول حقلاً علميّاً غيرَ ذلك – كالمسائلِ الطبيةِ – فإنه لا يُعتد بحديثِهِ فيه إلا بقدرِ ما يشهد له أهلُ التخصصِ بكفاءتِهِ في تناولِهِ إياه.
وفي المقابلِ فإن الطبيبَ الذي تلقى علومَ الطبِّ في الكلياتِ والجامعاتِ المتخصصةِ ليس من شأنِهِ أن يتناول مسألةً دينيةً ذاتَ طابعٍ تخصصيٍّ وهو يقرُّ على نفسِهِ بأنه ليس من علماءِ الدينِ المتخصصين.
وإنما مثلتُ بهذين التخصصين دفعاً لشبهةٍ تقال، وهي أن الدينَ للجميعِ، فمن حقِّ الجميعِ أن يتحدثَ فيه! وهذا خطأٌ كبيرٌ، فإن البدنَ الإنسانيَّ – أيضاً – للجميعِ، ومع ذلك ليس من شأنِ (الجميعِ) أن يتطببَ فيه، فذلك للطبيبِ خاصةً، ومعارفُ الدينِ كذلك، فالتدينُ للجميعِ، أما الحديثُ العلميُّ عن معارفِ الدينِ وتعاليمِهِ وأحكامِهِ فهو تخصصٌ علميٌّ يُدرَس في الحوزاتُ، وله مبادئُهُ، وقواعدُهُ، ومناهجُهُ، وأدواتُهُ، كما يُدرَس الطبُّ في الجامعاتِ، وله – أيضاً – مبادئُهُ، وقواعدُهُ، ومناهجُهُ، وأدواتُهُ.
وهناك مقالةٌ خاطئةٌ أخرى، وهي أن لدينا – جميعاً – عقولاً نستطيعَ الحكمَ بها وتفسيرَ الدين بواسطتِها، ويغفل أصحابُ هذه المقالةِ، هؤلاء، أن علماءَ الدينِ وطلبةَ العلمِ الدينيِّ لديهم – أيضاً – عقولٌ، ومع ذلك ليس من حقِّهم أن يقولوا عن بدنِ الإنسانِ المقالةَ نفسَها، وإنما يجب عليهم أن يراجعوا الأطباءَ، وأن يستسلموا لهم استسلامَ المقلِّدِ للمرجعِ.
وننبه إلى أن قراءةَ عالمِ الدينِ – غيرَ التخصصيةِ – في شؤونِ الطبِّ لا تجعله بالضرورةِ مؤهلاً لأن يتناولَ المسائلَ الطبيةَ بالحديثِ، ومثلُهُ الطبيبُ في معارفِ الدينِ.
ومثلُ العالمِ بالدينِ والطبيبِ، المهندسُ المعماريُّ؛ فإنه المؤهلُ، بل المقدمُ على غيرِهِ، في الحديثِ عن العمارةِ وشؤونِها.
وقِس على عالمِ الدينِ، والطبيبِ، المهندسُ المدنيُّ، والشاعرُ، والقاصُّ، والناقدُ الأدبيُّ، والحدادُ، والبناءُ، والميكانيكيُّ، وغيرُهم، فإن كلَّ واحدٍ من هؤلاء مقدمٌ على غيرِهِ في الحديثِ عما هو من تخصصِهِ، وما هو ملمٌّ به.
وإن من الحكمةِ لمجتمعِنا أن نكرسَ ثقافةَ رجوعِ غيرِ المتخصصِ إلى المتخصصِ، ومَن لا يعلم إلى مَن يعلم، كما ندبنا اللهُ تعالى إلى ذلك، وأرشدنا، بقولِهِ ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43]، وكما نبَّهنا إلى ذلك – أيضاً – بقولِهِ ﴿.. وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا ..﴾ [البقرة: 189].
ولا يفوتني التنبيهُ إلى أن مَن يُعتقد أنه متخصصٌ، أو يكون بالفعلِ كذلك، قد يقع في الخطأِ الشنيعِ، إذا لم يراعِ قواعدَ تخصصِهِ.
وكشاهدٍ على ذلك روى الشيخُ الكلينيُّ، بسندِهِ، عن صفوانَ بنِ يحيى، قال “سألني أبو قرةَ المحدثُ أن أُدخلَهُ على أبي الحسنِ الرضا (عليه السلام)، فاستأذنتُهُ في ذلك، فأذن لي، فدخل عليه، فسأله عن الحلالِ والحرامِ والأحكامِ، حتى بلغ سؤالُهُ إلى التوحيدِ.
فقال أبو قرةَ: إنا روِّينا أن اللهَ قسَم الرؤيةَ والكلامَ بين نبيين، فقسَم الكلامَ لموسى، ولمحمدٍ الرؤيةَ!
فقال أبو الحسنِ (عليه السلام): فمَن المبلِّغُ عن اللهِ إلى الثقلين من الجنِّ والإنسِ ﴿.. لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ..﴾ [الأنعام: 103]، ﴿.. وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ..﴾ [طه: 110]، ﴿.. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ..﴾ [الشورى: 11]، أليس محمدٌ؟!
قال: بلى!
قال:كيف يجيءُ رجلٌ إلى الخلقِ جميعاً، فيخبرَهم أنه جاء من عندِ اللهِ، وأنه يدعوهم إلى اللهِ بأمرِ اللهِ فيقول لا تدركه الأبصارُ، ولا يحيطون به علماً، وليس كمثله شيءٌ، ثم يقول: أنا رأيتُهُ بعيني، وأحطتُ به علماً، وهو على صورةِ البشرِ؟!
أما تستحون؟!
ما قدَرت الزنادقةُ أن ترميَهُ بهذا أن يكونَ يأتي من عندِ اللهِ بشيءٍ، ثم يأتي بخلافِهِ من وجهٍ آخرَ!
قال أبو قرةَ: فإنه يقولُ ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ [النجم: 13]؟!
فقال أبو الحسنِ (عليه السلام): إن بعد() هذه الآيةِ ما يدل على ما رأى، حيث قال ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ [النجم: 11] يقول ما كذب فؤادُ محمدٍ ما رأت عيناه. ثم أخبر بما رأى، فقال ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: 18]، فآياتُ اللهِ غيرُ اللهِ.
وقد قال اللهُ ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ [طه: 110]، فإذا رأته الأبصارُ فقد أحاطت() به العلمُ، ووقعت المعرفةُ!
فقال أبو قرةَ: فتكذِّبُ بالرواياتِ؟!
فقال أبو الحسنِ (عليه السلام): إذا كانت الرواياتُ مخالِفةً للقرآنِ كذَّبتها، وما أجمع المسلمون عليه أنه لا يُحاط به علماً، ولا تدركه الأبصارُ وليس كمثلِهِ شيءٌ“().
فأبو قرةَ، هذا، محدثٌ، أي إنه مصنَّفٌ ضمن علماءِ الدينِ، لكنه وقع في خطأٍ منهجيٍّ شنيعٍ، حيث قدَّم ما يَعتقد أنه سنةٌ على القرآنِ، فنبهه الإمامُ (عليه السلام) إلى أن هذا خطأٌ! ولم يحتج إلى تنبيهِهِ إلى أن ما يعتقد أنه سنةٌ ليس من السنةِ أصلاً، وهذا خطأٌ ثانٍ.
والذي أعتقده أن مجتمعَنا – وغيرَه من المجتمعاتِ – لو عمل بهذه القاعدةِ لجنبنا أنفسَنا الكثيرَ من الهذيانِ الذي يصك الأسماعَ، ولنأينا بأنفسِنا عن الكثيرِ من الأزماتِ التي يتسبب فيها مَن يقحم نفسَه في ما ليس من شأنِهِ، ولا هو أهلٌ له.
وأخيراً، فإن المنتدياتِ، ومنها منتداكم الموقرُ هذا، قادرةٌ على أن تسهمَ – بفعاليةٍ – في هذا الجهدِ النهضويِّ المقدسِ، وتحقيقِ هذه الغايةِ النبيلةِ، مضافاً إلى أن جدولَ أعمالِها سيكون مكثفاً من جهةٍ، وستستقطب ضيوفاً أكفاءَ – وما أكثرَهم – من جهةٍ ثانيةٍ، وسيكون ذلك سبباً في الإقبالِ الواسعِ عليها من كافةِ الشرائحِ الاجتماعيةِ ذاتِ الاهتماماتِ المتنوعةِ والمتعطشةِ للاستفادةِ والانتفاعِ من جهةٍ ثالثةٍ.
وأختم حديثي بقولِ اللهِ تعالى ﴿.. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ..﴾ [المائدة: 2]، وأصلي وأسلم على سيدِنا رسولِ اللهِ وآلهِ الطاهرين.