السيد النمر: إحياء ذكرى استشهاد الحسين (ع) يأتي في سياق العمل بوصية الرسول (ص)

قال العلامة السيد حسن النمر الموسوي أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) يأتي في سياقِ العملِ بوصيةِ رسولِ اللهِ (ص)؛ حرصاً منا على الأمنِ من الضلالِ، وسعياً منا لتجنبِ الزللِ، واجتهاداً منا في الاعتصامِ بحبلِ اللهِ المتينِ، واستنكاراً لجريمةٍ موصوفةٍ في حقِّ مَن عصم اللهُ تعالى دمَهُ، وأوجب حرمتَهُ، ومواساةً منا لرسولِ اللهِ (ص). 

ودعا سماحة السيد خلال حديث الجمعة إلى التفكير في جريمة قتل الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأنصاره (ع)، وكيف تجرأ  الأشقاء على ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة، وحث على تجنب السلوك الذي أدى إلى هذه الجريمة والحذر من خطواته الأولى. 

وشدد على أن الإمام الحسين بن علي (ع) من العترة الطاهرة وسادتها الذين يمثلون الثقلَ الثانيَ اللذين تركهما رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) في أمتِهِ، مضيفاً أن الحسين (ع) يعد ثانيَ القرآنِ، ليشكلا – معاً – حبلَ اللهِ المتينَ الواجبَ الاعتصامُ به، كما قال تعالى في سورة آل عمران {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ..}.  

وأضاف إن الأحاديث الشريفة تشير إلى أن  غاية الخلق هي معرفة الله تعالى، وأن عبادة الله هي الغاية الأصلية من خلق الإنسان، فالعبادة ليست هي السجود ولا الركوع وإنما هي طاعة الله تعالى في كل شيء. 

وقال السيد النمر: إن عبَّادَ اللهِ تعالى حقّاً، وموحدوه حقيقةً، هم المتحررون من عبادةِ غيرِهِ، وأما مَن سواهم فهم يعبدون غيرَ اللهِ من حيث يشعرون أو لا يشعرون! لهذا قال الإمامُ الحسينُ (عليه السلام) – في الفقرةِ التاليةِ من حديثِهِ الشريفِ – “فإذا عبدوه استغنوا بعبادتِهِ عن عبادةِ مَن سواه“. 

وأشار إلى أن معرفة الله هي أساس العبادة، وأن الإمام الحسين (ع) قد أجاب على سؤال موجه إليه حول معرفة الله. فقد سأل أحد الحاضرين الإمام: “ما معرفة الله؟“، فأجاب الإمام بقوله: “معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته“. 

وأوضح سماحة السيد النمر أن هذا الجواب يعكس أن الإمام أراد إعادة السائل إلى البعد العملي لمعرفة الله والعبادة، وأن الطاعة هي النتيجة الحقيقية لمعرفة الله وليست الادعاء بالعبادة دون الطاعة.

جاء ذلك في خطبة الجمعة في مسجد الحمزة بن عبدالمطلب  (ع) بسيهات بتاريخ 9 محرم 1445 هـ، للقراءة نص الخطبة [اضغط هنا].