«ترويج الفاحشة .. يمكرون ويمكر الله» يوم الجمعة 27 ذو القعدة 1444 هـ
نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «ترويج الفاحشة .. يمكرون ويمكر الله» يوم الجمعة 27 ذو القعدة 1444 هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.
بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.
ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي.
اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.
***
عبادَ اللهِ! أوصيكم – ونفسي – بتقوى اللهِ.
وإن التقوى تعني أن يعرفَ المخلوقُ خالقَهُ ويذعنَ له، وأن يعرفَ العبدُ ربَّهُ، ويطيعَهُ، وأن يوائمَ بين سلوكِهِ وما يؤمر به ويُنهَى عنه من مالكِ دنياه وآخرتِهِ.
ومن أبعادِ معرفةِ اللهِ، وفنونِ طاعتِهِ، أن يفعلَ الخيرَ، ويتجنبَ الشرَّ، في قولِهِ وفعلِهِ، بل أن لا ينويَ إلا الخيرَ، ولا ينويَ الشرَّ.
فقد قال الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٧٧) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ [الحج: 77-78].
وتوجيهُ الخطابِ في هذه الآياتِ للذين آمنوا لا يعني أن غيرَهم ليس مطلوباً منه ذلك، وإنما هو بلحاظِ أن مَن يُرجَى منه امتثالُهُ هو الذين آمنوا، دون غيرِهم.
فالإنسانُ مأمورٌ – في هذا النصِّ الإلهيِّ -:
أولاً – أن يؤمنَ
فليس له أن يكفرَ أو يرتابَ في ما هو حقٌّ، وفي طليعتِهِ ما جاء به الرسلُ والأنبياءُ (عليهم السلام)؛ وهم الذين قامت البراهينُ والأدلةُ على صدقِهم، وليس للإنسانِ أن يعلنَ الإيمانَ ويبطنَ الكفرَ فيكونَ منافقاً.
ومدلولُ هذا الأمرِ، ولازمُهُ، هو أن يستقيمَ الإنسانُ في فكرِهِ، فلا يتبنى الباطلَ، ولا يحيدَ عن الحقِّ، فالحقُّ ﴿ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ ..﴾ [يونس: 35].
وهو مأمورٌ – ثانياً – بأن يسجدَ ويركعَ ويعبدَ ربَّهُ
وهذا يعني أن الإيمانَ النظريَّ باللهِ تعالى خالقاً، ومالكاً، وربّاً، ليس كافياً وحده، فيزعمَ أو يتوهمَ أن الإيمانَ في القلبِ! إن ذلك لا يكفي بل لا بد أن تُشفعَ هذه القناعةُ في الوجدانِ، بعملٍ بالجوانحِ والأركانِ، وأبرزُهُ وأفضلُهُ السجودُ والركوعُ والعبادةُ. لذلك، روي عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال – في حديثٍ – “.. الصلاةُ عمودُ الدينِ ..”[1].
وروى الشيخُ البرقيُّ، بسندِهِ، عن أبي جعفرٍ الباقرِ (عليه السلام) قال “الصلاةُ عمودُ الدينِ، مثلُها كمثلِ عمودِ الفسطاطِ، إذا ثبت العمودُ ثبتت الأوتادُ والأطنابُ، وإذا مال العمودُ وانكسر لم يثبت وتدٌ ولا طنبٌ”[2].
وهو مأمورٌ – ثالثاً – بأن يفعلَ الخيرَ
وهذا عنوانٌ عريضٌ يستوعب كلَّ ما يكون خيراً من قولٍ أو فعلٍ، للقريبِ أو الغريبِ، للدنيا أو للآخرةِ.
ثم إن اللهَ تعالى بيَّن أن امتثالَ هذه المأموراتِ يشكِّل سبباً للفلاحِ، وهذا وعدٌ منه سبحانه، وهو الذي ﴿.. لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [آل عمران: 9].
وهو مأمورٌ – رابعاً – بالجهادِ في اللهِ حقَّ جهادِهِ
وهذا يعني سدَّ منافذِ الضررِ الشيطانيِّ التي من شأنِها أن تصرفَ الإنسانَ عن سبيلِ اللهِ، وأن يكونَ هذا الصرفُ على أحسنِ وجهٍ.
ثم إن اللهَ تعالى بيَّن للذين آمنوا أربعةَ محفزاتٍ تحول دون التراخي، وهي:
أولاً: أن الإيمانَ باللهِ، والتدينَ بدينِهِ، هو تحقيقٌ للاجتباءِ الإلهيِّ
وهذا يعني أن المؤمنَ المطيعَ لربِّهِ هو المواطنُ الصالحُ في المملكةِ الإلهيةِ، وبالتالي فإنه أكرمُ من غيرِهِ، وهذا ما يدل عليه قولُهُ تعالى ﴿.. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ..﴾ [الحجرات: 13].
ثانياً: أن التعاليمَ الدينيةَ والتكاليفَ الشرعيةَ ليس فيها حرجٌ، فهي – بأجمعِها – مقدورةٌ ميسورةٌ. فلا عذرَ لأحدٍ أن يتخلفَ عنها، ولا أن ينكثَ بعهدِ اللهِ تعالى فيها.
ثالثاً: أن هذا الدينَ هو ما يربط الذين آمنوا بسلفِهم الصالحِ إبراهيمَ (عليه السلام)، الذي سماهم ووصفهم بالمسلمين. فمَن حاد عنه حُرِم من هذا الوصفِ، وخسِر العاقبةَ الحسنةَ. قال تعالى ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85].
رابعاً: أنكم – أيها الناسُ – وافدون على الله تعالى، ومحاسبون على أعمالِكم، فمَن أحسن فيها أُثيب، ومَن أساء فيها عوقب، وجعل عليكم شهيداً ومراقباً هو رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم). ويدل على هذا المعنى – أيضاً – قولُهُ تعالى ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [التوبة: 105].
أيها المؤمنون والمؤمنات!
إن مَن يحسب أن الإيمانَ باللهِ، والتدينَ بدينِهِ، يخلو من المصاعبِ والمتاعبِ والمشاقِّ، فهو واهمٌ، فإن المخاطرَ التي تحدق بالإنسانِ كثيرةٌ، منها ما ينبع من داخلِهِ، وهي شهواتُهُ وشبهاتُهُ، ومنها ما يعرض له من خارجِهِ، ولا سبيلَ إلى مقاومةِ ذلك إلا بالعلمِ والعملِ، أي بالصبرِ والاستقامةِ.
وقد روي عن إمامنا الباقرِ (عليه السلام) أنه قال “الجنةُ محفوفةٌ بالمكارهِ والصبرِ، فمَن صبر على المكارهِ في الدنيا دخل الجنةَ، وجهنمُ محفوفةٌ باللذاتِ والشهواتِ، فمَن أعطى نفسَهُ لذتَها وشهوتَها دخل النارَ”[3].
وقد أمَّن اللهُ تعالى للذين آمنوا أفراداً وجماعاتٍ الأدواتِ اللازمةِ للسعادةِ في الدارين، بأن بعث فينا رسولاً مزكياً ومعلماً، فقال ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الجمعة: 2]، وحذَّرنا من الزيغِ عن توحيدِهِ، فقال ﴿قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران: 95]، وأكرمنا ببيتِهِ الحرامِ، فقال {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 96]، وبين أن هذا البيتَ داعٍ لصلاحِ دينِهم ودنياهم، فقال ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ ..﴾ [المائدة: 97]، وأمر نبيَّه إبراهيمَ (عليه السلام) بدعوةِ الناسِ إليه فقال ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ..﴾ [الحج: 27-28].
وها نحن نعيش وإياكم موسمَ الحجِّ إلى هذا البيتِ، الذي يؤمُّهُّ مئاتُ الآلافِ من الحجاجِ في موسمِ الحجِّ، والملايينُ من المعتمرين على مدارِ العامِ؛ سائلين اللهَ تعالى الفضلَ والفضيلةَ، مستعيذين به عزَّ وجلَّ من الانحطاطِ والرذيلةِ.
ويجب أن لا يُستهانَ بهذا الموسمِ، ولا بأهميةِ المسجدِ الحرامِ، والكعبةِ المشرفةِ، فإن للكعبةِ، ولقصدِها بالحجِّ والعمرةِ، وللصلاةِ تجاهها، دوراً في حفظِ الدينِ والاستقامةِ في الإنسانِ، وفي ربطِّ أبناءِ الأمةِ بعضِهم ببعضٍ، وقد روي عن الإمامِ الصادقِ (عليه السلام) أنه قال “لا يزال الدينُ قائماً ما قامت الكعبةُ”[4].
وفي هذا السياقِ نستذكر وإياكم ما جرى – في زمنٍ سحيقٍ – من مكرٍ شيطانيٍّ آثمٍ على دينِ اللهِ تعالى، وعلى بيتِهِ الحرامِ، وما يرمز إليه، وبالتالي على الإنسانِ، وهو ما ساقه اللهُ لنا في قولِهِ تعالى ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ [الفيل: 1-5].
فقد أريد البيتُ الحرامُ بمكرٍ شديدٍ، من شيطانٍ مريدٍ، غافلاً عن أن للبيتِ ربّاً يحميه، فرد اللهُ كيدَهُ إلى نحرِهِ، وجعل تدميرَهُ في تدبيرِهِ.
وها هي الكرةُ تعود بمكرٍ شيطانيٍّ آخرَ، يراد منه مسخُ الفطرةِ الإنسانيةِ على مستوى العالمِ كلِّهِ، ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ [إبراهيم: 46]، وذلك بالترويجِ لفاحشةٍ اتفقت الدياناتُ السماويةُ على تحريمِها وتجريمِها، بل إن اللهَ الجبارَ تعالى أهلك بسببِها قومَ لوطٍ، وأنجى عبدَهُ الصالحَ لوطاً (عليه السلام) ومَن معه من المؤمنين، وهذا ما حكاه اللهُ تعالى في حوارٍ جرى بين إبراهيمَ (عليه السلام) وملائكةِ العذابِ ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٣١) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٣٢) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (٣٤) فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٦) وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ [الذاريات: 31-37].
والترويجُ لهذه الفاحشةِ – في وسائلِ الإعلامِ الغربيةِ – محمومٌ، وهو على قدمٍ وساقٍ، بل إنهم بدأوا في محاربةِ مَن يعبر عن مجردِ رفضِهِ، أو حتى اشمئزازِهِ وتقززِهِ منها وممن يدعو إليها ويروجها!
وحتى ننجوَ من هذا الشررِ، وندفعَ هذا الضررَ، وهي معركةٌ سينتصر فيها الأسوياءُ من الناسِ بإذنِ اللهِ تعالى، فإن من اللازمِ علينا أن نسعى بجدٍّ في حمايةِ مجتمعِنا من هذه الرذيلةِ.
وإن من أهمِّ أداوتِ الحمايةِ لمجتمعِنا وأبنائِنا وبناتِنا وأوطانِنا من هذا المكرِ الشيطانيِّ هو :
أولا: مقاطعةُ كلِّ نشاطٍ للدعاةِ إلى هذه الفاحشةِ.
ثانياً: النكيرُ عليهم.
ثالثاً: نبذُ كلِّ ما يرمز إليهم، من شعارٍ وشعاراتٍ، ومصطلحاتٍ مخادعةٍ ومخاتلةٍ، من قبيل استبدالِ مفردةِ الفاحشةِ بمفردةِ المثليةِ؛ فإن فيها تخفيفاً من قبحِها وشناعتِها.
رابعاً: أن لا نستسلمَ أمامَ مقولةِ أن للإنسانِ حقّاً أن يفعلَ ما يشاء، فإن التسليمَ بهذه المقولةِ يفتح أبواباً من الشرِّ لا توصدُ، فالرذيلةُ – ومنها هذه الفاحشةُ، والترويجُ لها، والرضا بها – كلُّ ذلك فعلٌ محرمٌ، وجريمةٌ محظورةٌ، وعيبٌ مستقبحٌ.
خامساً: ترسيخُ التعاليمِ الدينيةِ، وتكثيفُ جرعاتِ الوعيِ بالمعارفِ الإلهيةِ، المؤكِّدةِ على أن للهِ تعالى أوامرَ ونواهيَ، وأن له أحكاماً يجب رعايتُها، وحدوداً تقامُ على مَن يخالفها.
سادساً: تعظيمُ شعائرِ اللهِ، ومنها الحجُّ والعمرةُ.
فإن من شأنِ تفعيلِ هذه الأدواتِ المحافظةَ على نقاءِ الفطرةِ، وسلامةِ الفكرِ، واستقامةِ السلوكِ.
وبتفعيلِ هذه الأدواتِ نكونُ سبباً في تجسيدِ مشيئةِ اللهِ وإرادتِهِ، في مقابلِ الساعين بجدٍّ في تجسيدِ مكرِ الشيطانِ اللعينِ، واللهُ غالبٌ على أمرِهِ، قال تعالى ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30].
جعلنا اللهُ وإياكم من العاملين بطاعتِهِ، والمتجنبين معصيتَهُ، ونسأله أن يجعلنا ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَهُ، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
***
اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.
اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.
اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين.
اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.
اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمرِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، يا كريمُ.
وصلى اللهُ على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.
[1] المحاسن 1/286.
[2] وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة 4/ 27، الحديث (4424). وفيه “تبت الأوتاد”، وفي البحار 79/218 “ثبتت الأوتاد”، وهو أصوب.
[3] أصول الكافي 2/73. وعنه: وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة 15/ 309، الحديث (20600).
[4] الكافي 4/271. وعنه: وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة 11/ 21، الحديث (14142).