مقالات

أيامٌ لأعوامٍ من الحسين، ومعه، وإليه

أيامٌ لأعوامٍ
من الحسين، ومعه، وإليه
للإمام الحسين عليه السلام في الوجدان الشيعي الإمامي حضورٌ لا يغيب ولا يقبل التغييب.
ويتجذر هذا الحضور مع كل موسم يمرُّ الموالي … ويشتد تجذره مع كلِّ صعوبةٍ ومعاناة.
وإقامة مراسم ذكرى عاشوراء بالنسبة للشيعةِ الإمامية ليست لإحيائها بل للحياةِ بها.
وذلك أن الإمام الحسين (عليه السلام) تجاوزَ – عند الشيعي الإمامي – كونَه إنساناً عاش في حقبةٍ من الزمنِ، وجرى عليه من العدوان ما جرى؛ ليكون مجردَ حدثٍ تاريخي، يستحضره من يستحضره كأي حدث آخر! وإنما صار بل أراد هو – لأسباب يأتي بعضُها – أن يقرأه السعيدُ والشقيُّ باعتباره فكرةً ومشروعاً سبق وجودَهُ الماديَّ في زمنِه، وتجازَ مدةَ عمرِهِ وحياتِه، ليخترق الزمان والمكانَ، فيكون وارث آدم، ونوحٍ وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، وعليٍّ (صلوات الله عليهم أجمعين)، بكل ما يمثله هؤلاء الرموزِ من رسالةٍ سماويةٍ لإنقاذِ البشرِ.
وبالطبعِ، فإن هذه القراءةَ تحتاج إلى شروطٍ ذاتيةٍ وموضوعيةٍ؛ من فكرٍ صائبٍ، ونظرٍ ثاقبٍ، وعملٍ دائبٍ.
لهذا، فإن إقامةَ مراسم عاشوراء يجب أن تتحول إلى موسمُ إخلاصٍ … وخلاص، حتى نكونَ حسينيين قولاً … وعملاً، ولنعرف ما لنا، وما علينا في ديننا ودنيانا.
وهذا بدورِهِ يستلزمُ أن يتحولَ عاشوراءُ موسمٍ لاستلهامِ القيمِ، واستمدادٍ للهممِ، حتى نتعرفُ على الظلمِ فنتخلى عنه، وأن نعرفَ النبلَ الأخلاقيَّ فنتحلى به.
لذلك، فإننا نحتاجُ العَبرةِ فهي الوقودُ والزادُ، من أجل العِبرةِ وهي الثمرةُ، لتكون هذه وتلك وسيلتنا إلى النجاةِ
فعاشوراءُ – إذن – هو موسمُ ولاءٍ للهِ ولأوليائِه، وموسمُ بناءٍ يحتاجُهُ الإنسانُ، من أجل العطاءِ.
لهذا كلِّهِ، قال أسلافنا – بحقٍّ – ونقول: يا أبا عبدِالله الحسين! … معكم … معكم … لا مع غيرِكم.
وسنبكي عليك – سيدنا ومولانا – لنكونَ أنقى … وأتقى … وأبقى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *