حديث الجمعة

«دور المراقبةِ في صناعة الإنسان» يوم الجمعة 7 شوال 1444 هـ

نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «دور المراقبةِ في صناعة الإنسان» يوم الجمعة 7 شوال 1444 هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.

بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرف الأنبياءِ والمرسلين محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.

***

عبادَ اللهِ! أوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ؛ فإن اللهَ تعالى يسائل عبادَهُ عن الصغيرةِ من أعمالِهم والكبيرةِ، والظاهرةِ والمستورةِ، فإن عذَّب فالمعذَّبُ أظلمُ، وإن عفى فهو تعالى أكرمُ.

وإن من محقِّقاتِ التقوى مما لا يستغني عنه الساعي في تحقيقِ الإنسانيةِ المنشودةِ في نفسِهِ هو المراقبةَ، التي تعني التحرزَ الشديدَ من السيرِ خلافَ ما حدده الإنسانُ لنفسِهِ من مسارٍ، أو الغفلةِ أثناء ذلك.

وبحثُ المراقبةُ متشعبٌ، ونجمل القولَ فيها بأنها سلوكٌ ذو طابعين، أحدهما نظريٌّ يرتبط بما يجب أن يُعلمَ، وثانيهما عمليٌّ، يرتبطُ بما يجب أن يُعملَ.

والمراقبةُ بشقيها النظريِّ والعمليِّ فعلٌ يلازم مجموعةَ أفعالٍ.

أما الفعلُ الأولُ، الذي لا بد فيه من المراقبةِ النظريةِ فهو رسمُ الهدفِ أو الأهدافِ، وتحديدُ الغايةِ أو الغاياتِ.

فلا يتصور أيها الأعزاءُ أن يوفقَ الإنسانُ إلى رسمِ هدفِهِ دنيويّاً كان أو أخرويّاً دون أن يراقبَ تفكيرَهُ في تشخيصِ هدفِهِ، وتحديدِ غايتِهِ، وأنه يوافق ما يراه خيراً يرجو نيلَهُ، أو شرّاً يرجو دفعَهُ.

وإن الذين لا يحسنون التفكيرَ وحسنُ التفكيرِ هذا لا يكون بدون مراقبةٍ إن هؤلاء يقعون في تيهٍ شديدٍ من حيث أهدافِهم وغاياتِهم، وسيتبين لهم بعد فواتِ الأوانِ! أنهم كانوا يسعون وراء سرابٍ.

فما أكثرَ مَن ضلَّ فكرُهُ، وانحرفت بوصلةُ اعتقادِهِ.

والمثالُ القرآنيُّ الواضحُ لهذا الفريقِ من الناسِ هم الكفارُ.

قال تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 39، 40].

وقال تعالى في موضعٍ آخرَ {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا} [الكهف: 103 106]

وأما المؤمنون باللهِ تعالى، المصدِّقون لرسولِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، المؤتمُّون بأوصيائهِ (عليهم السلام)، فإنهم على بينةٍ من أمرِهم وبصيرةٍ مما يريدون، لذلك يسألون اللهَ تعالى بما جاء في جاء في دعاءِ الإمامِ السجادِ (عليه السلام)، والمعروفِ بدعاءِ أبي حمزةَ الثماليِّ فيقولون اللهم إني أسألك إيماناً لا أجلَ له دون لقائِك، أحيني ما أحييتني عليه وتوفني إذا توفيتَني عليه، وابعثني إذا بعثتَني عليه، وأبرِئْ قلبي من الرياءِ والشكِّ والسمعةِ في دينِك حتى يكونَ عملي خالصاً لك. اللهم أعطني بصيرةً في دينِك، وفهماً في حكمِك، وفقهاً في علمِك، وكِفلين من رحمتِك، وورعاً يحجزني عن معاصيك، وبيِّض وجهي بنورِك، واجعل رغبتي فيما عندك، وتوفَّني في سبيلِك وعلى ملةِ رسولِك صلى اللهُ عليه وآلِهِ.

فالمحورُ في ما يسعى إليه المؤمنون إذن هو اللهُ تعالى، وما يقرِّب إليه، والنأيُ بأنفسِهم عما يوجب سخطَهُ، ويبعِّدهم عنه، ويحرمُهم رضاه ورضوانَهُ.

وأما الفعلُ الثاني الذي يلزم فيه المراقبةُ فهو: تحديدُ الأدواتِ والآلياتِ في محطاتِها الثلاثِ، وهي:

أولاً: الدوافعُ

ونعني بها كلَّ ما من شأنِهِ بعثُ الهمةِ وتحفيزُ الإرادةِ في الإنسانِ نحوَ تحقيقِ هدفِهِ أو أهدافِهِ.

فالكسالى والمحبَطون والآيسون مثلاً لا يجدون أنفسَهم معنيِّين بالمراقبةِ؛ لأنهم من حيث المبدأِ يفتقدون الدوافعَ للفعلِ.

ومن هنا، فقد حُذِّرنا في التعاليمِ الشرعيةِ من الكسلِ؛ لأنه سببٌ رئيسٌ في الفشلِ، فقد جاء في دعاءِ أبي حمزةَ أيضاً .. اللهمَّ إني أعوذُ بك من الكسلِ والفشلِ ...

المحطة الثانية: الروافعُ

ونعني بالروافعِ كلَّ ما من شأنِهِ العونُ على بلوغِ الهدفِ وتحقيقِ الغايةِ. فليس كلُّ مَن رام شيئاً ناله، ولا كلُّ مَن سعى وُفِّق، فإن لكلِّ شيءٍ سبباً مشخصاً، أو أسباباً محددةً، فالتمنياتُ وحدها لا تكفي والكادحون في غيرِ الاتجاه الصحيحِ لا يوفقون.

فقد قال اللهُ تعالى {.. وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ..} [البقرة: 189].

وقال تعالى في موضعٍ ثانٍ {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10]

وقال تعالى في موضعٍ ثالثٍ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: 11]

وروي عن إمامِنا الصادقِ (عليه السلام) أنه قال أبى اللهُ أن يُجريَ الأشياءَ إلا بأسبابٍ، فجعل لكلِّ شيءٍ سبباً، وجعل لكلِّ سببٍ شرحاً، وجعل لكلِّ شرحٍ علماً، وجعل لكلِّ علمٍ باباً ناطقاً، عرفه مَن عرفه، وجهله مَن جهله، ذاك رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله ونحنُ.

فمَن لم يراقب أعمالَهُ، ويتثبتْ من صوابِها، قد يحسب الخافضَ رافعاً، والرافعَ خافضاً، فيضلَّ من حيث يريد الهدى.

المحطة الثالثة: الموانعُ

ونعني بالموانعِ كلَّ ما من شأنِهِ الحيلولةُ بين الإنسانِ وما يصبو إليه. فإن مَن أراد شيئا لزمه العملُ بشكلٍ صحيحٍ، فلا يكفي مطلقُ العملِ.

ولقد نبهنا اللهُ تعالى في مواضعَ من كتابِهِ إلى هذا، فقال {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 84، 85].

فهؤلاء جماعةٌ من الناسِ وهم موجودون في كلِّ زمانٍ يعملون بكدٍّ وجدٍّ، لكنهم اختاروا منهجاً غيرَ ما حدده الخالقُ للمخلوقِ، فاختاروا غيرَ ما اختاره اللهُ لهم، وحصَر الفوزَ فيه والفلاحَ من خلالِهِ.

أما المؤمنون، فإنهم لا يستحلون لأنفسِهم أبداً أن يخالفوا ربَّهم، والمنعمَ عليهم، في أمرٍ ولا نهيٍ. قال تعالى واصفاً حالَهم {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36] 

وأما الفعلُ الثالثُ، والذي لا غنى فيه أيضاً عن المراقبةِ، فهو حين العزمِ على السيرِ.

والمطلوبُ فيه سلامةُ النيةِ، وتخليصُ القصدِ، فإن ما أراده اللهُ تعالى لعبادِهِ ليس مجردَ العملِ والإنجازِ، وإنما العملُ والإنجازُ على قاعدةِ التقربِ إليه، رجاءً لثوابِهِ، وإرادةً لوجهِهِ. فقال عزَّ من قائلٍ { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 64، 65]، وقال أيضاً {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].

وأما الفعلُ الرابعُ، الذي لا بد فيه من المراقبةِ أيضاً، فهو: عند مباشرةِ السيرِ.

ذلك أن موجباتِ التشويشِ، والانحرافِ عن القصدِ والغايةِ، كثيرةٌ، وكثيرةٌ جدّاً، لذلك يلزم السائرَ نحوَ أهدافِهِ الدينيةِ والدنيويةِ أن يلمَّ إلماماً جيداً بكلِّ ما من شأنِهِ الحيلولةُ بينه وبين ما حدده له من هدفٍ وغايةٍ.

وقد بيَّن اللهُ تعالى في كتابِهِ الذي {.. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ..} [فصلت: 42] أن لآدمَ (عليه السلام) وذريتِهِ عدوّاً مبيناً أقسم أن يغويَنا بما أوتي من قوةٍ، وهو الشيطانُ الذي قال {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} [الحجر: 39 41] إلى آخر الآياتِ، وقال في موضعٍ آخرَ {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 16، 17].

ومما روي إن رجلاً أتى النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له يا رسولَ اللهِ! أوصني. فقال له رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم): فهل أنت مستوصٍ إن أنا أوصيتُك؟! حتى قال له ذلك ثلاثاً، وفي كلِّها يقول له الرجلُ: نعم! يا رسولَ اللهِ! فقال له رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم): فإني أوصيك إذا أنت هممتَ بأمرٍ فتدبر عاقبتَهُ، فإن يكُ رشداً فأمضِهِ، وإن يكُ غيّاً فانتَهِ عنه.

فيا عباد اللهِ!

إن بني آدمَ في عمومِ أعمالِهِم، وبخاصةٍ ما يتعلق بآخرتِهِم والسيرِ إلى ربِّهم سبحانه في خضمِّ معركةٍ شرسةٍ لن ينجوَ فيها إلا مَن اعتصم باللهِ تعالى، واستمسك بعروتِهِ الوثقى، فآمن بصدقٍ، وعمل بجدٍّ، وراقب نفسَهُ بصرامةٍ ودوامٍ حتى لا يتمكنَ الشيطانُ من عنقِهِ، فيذهبَ به مذاهبَ غيرَ محمودةٍ، في شيءٍ من معتقداتِهِ، أو شيءٍ من مشاعرِهِ وميولِهِ، أو شيءٍ من أقوالِهِ وأفعالِهِ.

ولو لم يكن في الحضِّ على المراقبةِ إلا ما حذَّر به اللهُ تعالى عبادَهُ المؤمنين بقولِهِ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ‌وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الحشر: 18]، وما وصَف به نفسَهُ بقولِهِ ﴿.. وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ‌رَقِيبًا﴾ [الأحزاب: 52]، وما روي عن الإمامِ الجوادِ (عليه السلام) أنه قال واعلم أنك لن تخلوَ من عينِ اللهِ، فانظر كيف تكونُ، لو لم يكن إلا ذلك لكفى به حافزاً على التزامِ المراقبةِ.

فالمراقبةُ تعني أن يكونَ الإنسانُ عارفاً بما يريد لنفسِهِ، مجتهداً أشدَّ الاجتهادِ في رعايةِ كلِّ ما يجب رعايتُهُ في هذا السبيلِ، متجنباً ما يلزم تجنبَهُ، مدركاً لِما يراد إيقاعُهُ فيه وعرقلتُهُ عن قصدِهِ.

جعلنا اللهُ وإياكم من العاملين المراقبين، وممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَهُ.

***

اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.

اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.

اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين.

اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمرِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، يا كريمُ.

وصلى اللهُ على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *