حديث الجمعة

«الاستغفار من منظور آخر» يوم الجمعة 25 رمضان 1445 هـ

نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «الاستغفار من منظورٍ آخرَ» يوم الجمعة 25 رمضان 1445 هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.

بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي.

اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.

عبادَ اللهِ أوصيكم – ونفسي – بتقوى اللهِ، وإن من التقوى أن نعقلَ عن اللهِ تعالى خطابَهُ، وأن نحسنَ الاستجابةَ لرسولِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم).

وإن مما جاء في كتابِ اللهِ وتلوناه جميعاً قولَهُ في أولِ سورةِ هودٍ {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [هود: 1 – 4].

وهي آياتٌ كريماتٌ تناولت حقائقَ:

أولها: التعريفُ بالقرآنِ وبإحكامِ آياتِهِ في مرحلةٍ، وتفصيلِها في مرحلةٍ ثانيةٍ.

وثاني الحقائقِ: التأكيدُ على عبادةِ اللهِ وحده، ونبذِ كلِّ معبودٍ سواه.

وثالث الحقائقِ: الاستغفارُ الملحوقُ بالتوبةِ.

ورابع الحقائقِ: الوعدُ الصادقُ للمستغفرين التائبين بالمتاعِ الحسنِ والفضلِ المرجوِّ.

وخامس الحقائقِ: التحذيرُ من التولي – وهو الإعراضُ – عما تقدم من حقائقَ.

والسؤالُ: هل هذه حقائقُ متناثرةٌ، أم إن بينها جامعاً ورابطاً؟

الجواب: إنها كلٌّ لا يتجزأ فكلُّ واحدةٍ تأخذ بحجزةِ الأخرى.

فالقرآنُ هو الآخذُ بيدِ المؤمنِ به وتاليه إلى عبادةِ اللهِ وحده، والاستغفارُ والتوبةُ هما ما يعيد عبادَ اللهِ إلى عبادةِ اللهِ ونبذِ ما سواه، وهما الطاردان للتولي عن اللهِ.

ولقد طرق أسماعَنا وأسماعَكم ما روي من خطبةِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) التي استقبل بها شهرَ رمضانَ، والتي جاء فيها أن “الشقيَّ مَن حُرِم‏ غفرانَ‏ اللهِ في هذا الشهرِ العظيمِ”[1].

فالاستغفارُ – أيها المؤمنون – ‏قيمةٌ أخلاقيةٌ، وبندٌ عقائديٌّ، دعا إليه اللهُ تعالى عبادَهُ، وأمرهم به، بما فيهم أنبياؤه (عليهم السلام)؛ فإنهم – وهم المعصومون من مقارفةِ الذنوبِ – أُمِروا بالاستغفارِ، كما نقرأ في قولِ اللهِ تعالى – خطاباً إلى خاتمِ النبيين محمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) – ﴿وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 106].

فما هو السرُّ وراء هذه الدعوةِ، وما هي الحكمةُ وراءَ هذا الأمرِ؟!

إن مما ينبغي قولَهُ هو أن هناك فهماً قاصراً للذنبِ يوازيه فهمٌ قاصرٌ آخرُ للاستغفارِ، وهو أن يُحصرَ الذنبُ في دائرةٍ ضيقةٍ هي ما يوجب العقابَ، وأن يُحصرَ الاستغفارُ في دائرةٍ ضيقةٍ هي سؤالُ العفوِ عنه.

مع أن الذنبَ يشمل ما يوجب العتابَ، ويشمل فواتَ الحظِّ من الخيرِ، وعلى هذين، وبالخصوصِ الأخيرِ منهما، يُحمَل ما نُسِب إلى الأنبياءِ (عليهم السلام) من الذنوبِ والمعاصي، فإنهم إذا أُمِروا بالاستغفارِ، أو استغفروا، لا يستغفرون عن ذنوبٍ تستوجب العقابَ؛ فإنهم – لعصمتِهم – قد تجاوزوا هذا المستوى، لكنهم يستغفرون، ويكثرون الاستغفارَ، طلباً لمرتبةٍ كماليةٍ أعلى مما هم فيه؛ انطلاقاً من قاعدةٍ تقول – كما روي عن الإمامِ الصادقِ (عليه السلام) – “مَن‏ استوى‏ يوماه‏ فهو مغبونٌ، ومَن كان آخرُ يوميه خيرَهما فهو مغبوطٌ، ومَن كان آخرُ يوميه شرَّهما فهو ملعونٌ، ومَن لم ير الزيادةَ في نفسِهِ فهو إلى النقصانِ، ومَن كان إلى النقصانِ فالموتُ خيرٌ له من الحياةِ”[2].

فللذنبِ – إذن – معنى واسعٌ إذا استوعبناه عرفنا أن الاستغفارَ خلقٌ رفيعٌ لا ينبغي أن يفوتَنا فعلُهُ، وقيمةٌ معرفيةٌ وأخلاقيةٌ لا يليق بنا أن نقصِّرَ في لزومِها.

وهناك معنى للاستغفارِ يُفهم من مادتِهِ اللغويةِ، وهي الغينُ والفاءُ والراءُ، الدالةِ على الحمايةِ والوقايةِ.

ومنه قيل لِما يضعه المقاتلون على رؤوسِهم (مِغفر).

وعلى هذا يمكننا القولُ بأن الاستغفارَ هو علاجٌ للذنوبِ والمعاصي، وهو – في الوقتِ نفسِهِ – وقايةٌ منها.

وعليه يُحمَل قولُ اللهِ تعالى لرسولِهِ الكريمِ (صلى الله عليه وآله وسلم) {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اَللّهُ وَاِسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَاَلْمُؤْمِناتِ وَاَللّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ} [محمد: 19]؛ فإن المعصومَ لا يذنب بما يستوجب عقابَهُ حتى يؤمرَ بالاستغفارِ منه، لكنه قد يفوته شيءٌ من الخيرِ يتمناه، فيعدَّهُ ذنباً يجدر به الاستغفارَ منه، وأما المؤمنون فإنهم ليسوا معصومين لهذا يذنبون بما يستوجب العقابَ تارةً، والعتابَ أخرى، والأسفَ ثالثةً.

فإذا روي عن النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) “إن الشقيَّ من حرم غفرانَ الله في هذا الشهرِ” فإن هذا يعني أن مَن فوَّت على نفسِهِ جوائزَ اللهِ في هذا الشهرِ؛ وأعلاها عتقُ الرقابِ من النارِ، ودونها محوُ الذنوبِ المستوجبةِ للعقابِ، أو الأخرى المستوجبةِ للعتابِ، أو فوَّت على نفسِهِ أن يراكم الثوابَ على الثوابِ؛ بتلاوةِ القرآنِ، وتحسينِ الأخلاقِ، أو تفطيرِ الصائمين، وغيرِ ذلك مما نُدِب الصائمون إلى فعلِهِ، إن مَن فوَّت على نفسِهِ ذلك فهو الشقيُّ.

إن غفرانَ اللهِ – أيها المؤمنون – متاحٌ في كلِّ وقتٍ، لكنه في شهرِ رمضانَ ميسورٌ بأدنى جهدٍ، لذلك فإن هذا الشهرَ نعمةٌ كبرى يتبين هذا من دعاءِ الإمامِ زينِ العابدين (عليه السلام) في وداعِهِ له بدعاءٍ جاء فيه:

“.. وقد أقام فينا هذا الشهرُ مقامَ حمدٍ، وصحِبنا صحبةَ مبرورٍ، وأربَحَنا أفضلَ أرباحِ العالَمين، ثم قد فارقنا عند تمامِ وقتِهِ، وانقطاعِ مدتِهِ، ووفاءِ عددِهِ.

فنحن مودعوه وداعَ مَن عزَّ فراقُهُ علينا، وغمَّنا وأوحشَنا انصرافُهُ عنا، ولزمنا له الذمامُ المحفوظُ، والحرمةُ المرعيةُ، والحقُّ المقضيُّ، فنحن قائلون:

السلامُ عليك يا شهرَ اللهِ الأكبرَ، ويا عيدَ أوليائِهِ.

السلامُ عليك يا أكرمَ مصحوبٍ من الأوقاتِ، ويا خيرَ شهرٍ في الأيامِ والساعاتِ.

السلامُ عليك من شهرٍ قرُبت فيه الآمالُ، ونُشِرت فيه الأعمالُ.

السلامُ عليك من قرينٍ جلَّ قدرُهُ موجوداً، وأفجع فقدُهُ مفقوداً، ومرجوٍّ آلَـمَ فراقُهُ.

السلامُ عليك من أليفٍ آنَسَ مقبِلاً فسَرَّ، وأوحش منقضياً فمضَّ.

السلام عليك من مجاورٍ رقَّت فيه القلوبُ، وقلَّت فيه الذنوبُ.

السلامُ عليك من ناصرٍ أعان على الشيطانِ، وصاحبٍ سهَّل سبلَ الإحسانِ.

السلامُ عليك ما أكثرَ عتقاءَ اللهِ فيك، وما أسعد من رعَى حرمتَك بك!

السلامُ عليك ما كان أمحاك للذنوبِ، وأسترَك لأنواعِ العيوبِ!

السلامُ عليك ما كان أطولَك على المجرمين، وأهيبك في صدورِ المؤمنين!

السلام عليك من شهر لا تنافسه الأيامُ.

السلام عليك من شهرٍ هو من كلِّ أمرٍ سلامٌ.

السلام عليك غيرَ كريهِ المصاحبةِ، ولا ذميمِ الملابسةِ.

السلامُ عليك كما وفدتَ علينا بالبركاتِ، وغسَلت عنا دنسَ الخطيئاتِ.

السلام عليك غيرَ مودَّع برماً، ولا متروكٍ صيامُهُ سأماً.

السلامُ عليك من مطلوبٍ قبل وقتِهِ، ومحزونٍ عليه قبل فوتِهِ.

السلامُ عليك كم من سوءٍ صُرِف بك عنا، وكم من خيرٍ أُفيض بك علينا.

السلامُ عليك وعلى ليلةِ القدرِ التي هي خيرٌ من ألفِ شهرٍ.

السلامُ عليك ما كان أحرصَنا بالأمسِ عليك، وأشدَّ شوقَنا غداً إليك.

السلامُ عليك وعلى فضلِك الذي حُرِمناه، وعلى ماضٍ من بركاتِك سُلِبناه‏ ..”[3].

فما أروعَ ما ودَّع به إمامُنا السجادُ (عليه السلام) هذا الشهرَ، وما أروعَ ما بيَّنه من خصالِهِ وفضائلِهِ، وما أدقَّ تنبيهاتِه لِمن أراد أن يسيرَ على الصراطِ المستقيمِ.

وإن من أبرزِ ما يتحلى به المؤمنُ الصادقُ هو حرصَهُ على القربِ من اللهِ، وبذلَهُ الجهدَ الجهيدَ في مكافحةِ ما يضادُّ ذلك وينافيه، وهو الذنبُ بمعناه الواسعِ.

ولعل هذا يشرح لنا ما روي عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال “خيرُ الدعاءِ الاستغفارُ”[4].

وهو ما يبين له أن مما أُثِر عنه في سيرتِهِ الشريفةِ أنه “كان لا يقوم‏ من‏ مجلسٍ‏ – وإن‏ خفَّ‏ – حتى‏ يستغفرَ اللهُ‏ عزَّ وجلَّ‏ خمساً وعشرين‏ مرةً”[5].

وجاء في حديثٍ عن الإمامِ الصادقِ (عليه السلام) يحكي ما كانت عليه سيرةُ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) في الاستغفارِ، وأنه كان “.. يستغفر اللهَ عزَّ وجلَّ في كلِّ يومٍ سبعين مرةً، ويتوب إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سبعين مرةً”.

فلما سأله الراوي – قائلاً – “كان يقول: أستغفر اللهَ وأتوبُ إليه؟!”.

فأجابه بقولِهِ “كان يقول أستغفر اللهَ، أستغفر اللهَ، سبعين مرةً، ويقول وأتوب إلى اللهِ، وأتوب إلى اللهِ، سبعين مرةً”[6].

وفي حديثٍ عن إمامِنا الصادقِ (عليه السلام) “.. إن رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يتوب إلى اللهِ في كلِّ يومٍ‏ سبعين‏ مرةً من‏ غيرِ ذنبٍ”[7].‏ وهذا يفسر ما قدمناه أن الاستغفارَ لا يلازم ارتكابَ الذنوبِ الموجبةِ للعقابِ، بل إنه مطلوبٌ حتى ممن لا يذنب أبداً.

وقد روي عن الإمامِ عليٍّ (عليه السلام) أنه “كان في الأرضِ أمانان من عذابِ اللهِ، وقد رُفِع أحدُهما، فدونكمُ الآخَرَ فتمسَّكوا به: أما الأمانُ الذي رُفِع فهو رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله)، وأما الأمانُ الباقي فالاستغفارُ، قال اللهُ تعالى: ﴿‌وَمَا ‌كَانَ ‌اللَّهُ ‌لِيُعَذِّبَهُمْ ‌وَأَنْتَ ‌فِيهِمْ ‌وَمَا ‌كَانَ ‌اللَّهُ ‌مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33][8].

فالاستغفارُ – أيها المؤمنون – حصنٌ حصينٌ، وهو التوفيقُ الإلهيُّ الذي يلزمنا السعيُ في تحصيلِهِ، والتشبثُ به، والإكثارُ منه.

ولو لم نجنِ من هذا الشهرِ فائدةً سوى ذكرِ الاستغفارِ، والعزمِ على أن لا ندعَهُ في ليلٍ أو نهارٍ لكفى به فضلاً ونعمةً.

فاللهَ اللهَ في الذنوبِ لا تقربوها.

اللهَ اللهَ في الاستغفارِ لا تدَعُوه، فهو حقُّ اللهِ عليكم، وحقُّ أنفسِكم عليكم.

وفي آخرِ جمعةٍ من هذا الشهرِ نسأل اللهَ أن يتقبلَ منا ومنكم ما وفقنا إليه من صيامِه وطاعتِهِ فيه، وأن يوفقَنا وإياكم إلى الثباتِ على صراطِهِ المستقيمِ، وأن لا يجعلَهُ آخرَ عهدنا به، وأن يجعلنا وإياكم من المستغفرين، ومن عتقائِهِ من النارِ، وأن يغفرَ لنا وللمؤمنين وللمسلمين ما كان سبباً في كلِّ بلاءٍ ومحنةٍ.

ونسأله أن نكونَ وإياكم ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَهُ.

***

اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.

اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.

اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين، واردد كيدَهم إلى نحورِهم، واجعل تدميرَهم في تدبيرِهم، يا قويُّ يا عزيزُ.

اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمرِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، يا كريمُ.

وصلى اللهُ على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

[1] وسائل الشيعة 10/313، الحديث (13494).

[2] وسائل الشيعة 16/94، الحديث (21073).

[3] الصحيفة السجادية، الدعاء (45).

[4] الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب الاستغفار، الحديث (1).

[5] م ن، الحديث (4).

[6] م ن، الحديث (5).

[7] م ن، باب في تفسير الذنوب، باب نادر أيضا، الحديث (1).

[8] نهج البلاغة، الحكمة 88.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *